الأكبر الذي عانى منه النظام اليمني قبل ثورات «الربيع العربي»، بعد خروج النظام من الحرب مع الحوثيين منهكاً.
وقال «معظم الناس في اليمن إن خيروا بين حكومة تشكلها القاعدة، أو حكومة تشكلها أي دولة من دول الخليج بشكل مباشر أو غير مباشر (...) فسيختاروا الحكومة التي تشكلها دول الخليج (...) لسبب بسيط هو أنهم يعتقدون أن هذه الحكومات مسلمة ولديها القدرة على توفير ضروريات معاشهم، وهذا مطلب الناس أن تجتمع لهم أمور دينهم ودنياهم. وحتى نكون بعيداً عن الآمال والتمني ينبغي أن نتعامل مع ثورة الشعب ... كما لو أنها صخرة كبيرة منحدرة من أحد الجبال، وهي مكسب لمن يأخذها إلا أن إيقافها لصالحنا متعذر».
هذا الاستدعاء يأتي في ظرف تحتل فيه داعش مدناً في العراق، موقعة في جند المالكي الهزائم تلو الأخرى. وما كان قول بن لادن كرهاً للنفوذ، ولا حباً في عبد الله صالح، بالقدر الذي كان قراءة واقعية للمشهد اليمني الذي كان الرجل لصيقاً به منذ أمد طويل.
اليوم في العراق يتكرر المشهد. وألهى ضعف المالكي وحكمه «داعش» عن استيعاب درس زعيمهم الأسبق.
أما الحاكم بأمر الله المالكي، فإن الرهان خانه، يوم ظن ان تفصيل العراق على مقاسه «الطائفي» والحزبي، يمكن ان يديم له فيه المقام. فحين أقصى المعتدلين، وأرسل آمال شرائح واسعة من شعبه إلى الجحيم، كان البديل القاعدي حاضراً يتربص.
لن ينجح داعش. ولكن حين يُذم في سياساته، أو يُلام بعض العراقيين في التعاطف معه وهم الذين طردوه من قبل وسيطردونه من بعد، لا ننسى ان رجلاً تدعمه القوى العظمى الدولية والإقليمية، كان الذي قدم بلاده للغرباء، ومكنهم من ناصيتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق