بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 16 يونيو 2014

البنك المركزي الأمريكي سيواصل خفض مساعدته الإستثنائية للإقتصاد

يتوقع ان يقرر الإحتياطي الفدرالي (البنك المركزي) الأمريكي مواصلة خفضه البطيء للدعم المالي الإستثنائي للإقتصاد خلال إجتماع لجنته للسياسة المالية يوم الأربعاء المقبل الذي سيشارك فيه نائب الرئيس الجديد ستانلي فيشر.
ففي ختام إجتماع يستمر يومين ستنشر لجنة السياسة المالية للإحتياطي الفدرالي بيانا يحدد فيه توجهه ويكشف توقعاته الإقتصادية الجديدة. كما ستعقد جانيت يلين، رئيسة البنك المركزي الأمريكي، بعد الإجتماع مؤتمرها الصحافي الثاني منذ تسلمها مهامها في شباط/فبراير الماضي.
وسيشارك ستانلي فيشر، المحافظ السابق لبنك اسرائيل المركزي والذي ثبته مجلس الشيوخ في منصب المسؤول الثاني في الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، للمرة الاولى في لجنة السياسة المالية. كما ينتظر حضور عضوين جديدين آخرين هما لوريتا ميستر الرئيسة الجديدة للإحتياطي الفدرالي في كليفلاند، وهي عضو يتمتع بحق التصويت هذه السنة، ولايل برينارد مساعدة وزير الخزانة سابقا والتي ثبتها مجلس الشيوخ في منصبها الجديد يوم الخميس الماضي.
ويتوقع المحللون بشبه الإجماع خفضا جديدا بعشرة مليارات دولار لمشتريات اُصول البنك المركزي الأمريكي. وبذلك سيبلغ 35 مليار دولار الدعم الشهري للإحتياطي الفدرالي للإقتصاد بهدف دفع نسب الفوائد نحو الإنخفاض.
ويتوقع ان تبقى اسعار الفائدة الرئيسية القريبة من الصفر منذ نهاية 2008 على حالها.
ولخص دوغ هاندلر الخبير الإقتصادي لدى «آي.إتش.إس غلوبال إنسايت» الوضع بقوله «يتوقع ان تقتطع اللجنة شريحة جديدة من 10 مليارات دولار في مشترياتها للأسهم. ولا حاجة للقول ان الإحتياطي الفدرالي لن يرفع معدلات الفائدة».
وستترقب الأسواق بإنتباه شديد سلسلة التوقعات الجديدة للإحتياطي الفدرالي التي ستتناول النمو والتضخم والبطالة وأيضا مستوى معدلات الفائدة على الأمد القصير في 2015 و2016.
وقال توماس كوستيرغ من خلية الابحاث في مصرف «ستاندارد تشارترد» ان خفض المساعدة المالية يعتبر «آليا لكن توقعات النمو لنهاية العام 2014 وكذلك نسبة البطالة يتوقع ان تقلص».
وقد إنكمش الإقتصاد الأمريكي (-1٪ بالوتيرة السنوية) في الفصل الاول من العام خصوصا بسبب وقع شتاء شديد. وهذا الرقم يتوقع مراجعته وخفضه أثناء نشر التوقعات المقبلة لإجمالي الناتج الداخلي في 25 حزيران/يونيو.
وحتى ذلك الحين يتوقع خبراء الإقتصاد حدوث قفزة للنمو بنحو 3٪ لبقية السنة غير ان هذا التفاؤل تراجع في الأسابيع الاخيرة.
ومع ان التقرير الذي يصدره الإحتياطي الفدرالي الأمريكي عن الوضع الإقتصادي، قبل اُسبوعين من إجتماع لجنة السياسة المالية للبنك المركزي، يشير إلى «نمو» في جميع مناطق البلاد، فان هذا النمو ما زال يوصف بانه «متواضع إلى معتدل». وقال جويل ناروف الخبير الإقتصادي المستقل «لاحظنا قفزة في الربيع لكن ليس بالقوة التي كنا نأملها.»
كذلك فان مبيعات المفرق لشهر أيار/مايو (+0.3٪) جاءت مخيبة للآمال في بلد يعتبر الاستهلاك المحرك الرئيسي للإقتصاد.
أما التضخم، الذي يأمل الإحتياطي الفدرالي ان يكون بنسبة 2٪ على الامد المتوسط، فهو ينحو إلى الإرتفاع لكن بشكل غير منتظم. وما أثار المفاجأة عموما هو تراجع أسعار الإنتاج لشهر أيار/مايو (-0.2٪). وفي نيسان/أبريل بلغ معدل التضخم 1.6٪ على أساس الوتيرة السنوية بحسب مؤشر الأسعار الإستهلاكية الذي يركز عليه الإحتياطي الفدرالي كثيرا.
اما سوق العمل فقد واصل تقدمه وبلغ معدل البطالة 6.3٪ في أيار/مايو، وهو أدنى مستوى في توقعات الإحتياطي الفدرالي لنهاية السنة.
وفضلا عن التوقعات الإقتصادية سيتناقش اعضاء اللجنة ايضا في خياراتهم لاجراء «تطبيع» للسياسة المالية في المستقبل، بغية العمل على رفع أسعار الفائدة قصيرة الأمد بدون التسبب بإرتفاع حاد لها على المدى الطويل، بما من شأنه ان يضر مجددا بنمو تطلبت عودته وقتا طويلا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق