بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 يوليو 2013

لماذا «شيطن» الغرب الاسلام؟؟ -رشيد حسن


  سؤال يجيب عليه د.محمد الجابري ، المفكر العربي المعروف  في كتابه “  العروبة والاسلام ..والغرب” الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت  2006،  محاولا تتبع هذا العداء وتطوره واسباب ذلك،  حتى كانت كارثة تدمير برجي مانهاتن    فوجدت اميركا والغرب في هذا العمل الارهابي ، فرصة  ثمينة  لفرض اجندتها  على المنطقة والعالم ، تحت يافطة مكافحة الارهاب د. الجابري يرى ان سبب هذا العداء المستحكم ،كما يصوره الاعلام الغربي ، وبصورة غير موضوعية  ، يعود  الى الرغبة في الهيمنة على النفط العربي  والخوف من المهاجرين العرب والمسلمين الذين لا يستطيع الغرب اقصاءهم ولا الاستغناء عنهم.
وفي هذا السياق يرى المؤلف ان عددا من المفكرين والمحللين الاستراتجيين  الغربيين عملوا مبكرا ، الى جانب المستشرقين على زرع بذرة “بان الاسلام  هو الخطر على الغرب بعد زوال الشيوعية”ص95 وجاء ت كارثة مانهاتن لتعطي هؤلاء  العذر كل العذر في وصف الاسلام  بالارهاب مذكرا وبعقلية المفكر التي تبحث عن الاسباب غير المرئية ، الى تداخل  الذاكرة الثقافية الاوروبية بالصهيونية،  هذه الثنائية التي تميل الى الغاء الاخر.. والاخر في التفكير الغربي هو العرب خصمهم التاريخي  ص143.
ويستعرض دور المستشرقين  في التأسيس لنهج العداء للعرب والاسلام وتكريسه هذا النهج الذي يقوم عل فكرة الاقصاء “الجغرافي والعقلي والعرقي” وتطور هذا الاستشراق  “فبعد ان كان مقصورا على الاوروبيين، اصبح يعتمد على  بعض ابناء الشرق، الذين يروون ظمأ الغرب في معرفة الشرق ومواصلة احكام السيطرة عليه... والذي ازاح عنه الستار ادوارد سعيد، وهذا هو الاختراق الذي يتواصل اليوم  بشمولية أكبر وبوسائل فنية وتقنية أدق وأخطر”ص134.
وينتقل د.الجابري من التنظير الى ابراز الادلة ، ودور الاعلام في اقتران الاسلام بالارهاب في ذهن الغرب، فيشير الى صورة ابرزتها مجلة التايم على غلافها في عددها المؤرخ في 15حزيران 1992 .. والصورة هي لمأذنة مسجد  بجانبها بندقية  رشاشة في مثل حجمها ، وكتب تحت الصورة.  .”اسلام..هل ينبغي للعالم أن يخاف “ص137 وهذا يعني ان المجلة جعلت العالم في جانب والاسلام في حانب اخر.
 ويترافق كل ذلك مع تركيز المثقفين والمفكرين الغربيين الى  “تذكير العرب بماضيهم  والذي يتمثل في احتلالهم لاسبانيا ودق ابواب فرنسا، واحتلالهم القسطنطينية وحصار فينا” ص138 .
وفي هذا الصدد لا بد من الاشارة الى كتاب الرئيس نيكسون الاخير والذي يمثل شهادة مسؤول كبير عن كره الغرب واميركا للاسلام “ليس لأي امة في العالم ولا حتى الصين  صورة سلبية في الضمير الاميركي  مثل صورة العالم الاسلامي”ص179.
وبلفتة ذكية أشار د. الجابري الى تحيز الاعلام الغربي  السافر، مشيرا الى أن هذا الاعلام يكيل بمكيلين..  فلا يربط أي حادث ارهاب بدين مرتكبيه  ، الا في حالة المسلمين “ فمثلا عندما كان الجيش الجمهوري يفجر القنابل في لندن ودبلن لم يشرالى انه ارهاب كاثوليكي، وعندما ترتكب حركة بادر ماينهوف  جريمة قتل في المانيا ، لا يقال عن ذلك ارهاب بروتستانتي،  وعنما يرتكب الصرب جريمة ضد مسلمي البوسنه،  لا يقال ارهاب ارثوذكسي ، ولكن عندما يرتكب  شخص مسلم او منظمة اسلامية  عملية فردية تتلاحق الاتهامات  الموجهة للاسلام  ،بانه  دين الارهاب ، وان  المسلمين جماعات ارهابية مشحونة بالعنف”ص177.
باختصار....لم يكن الغرب منصفا ولن يكون ، فهو محكوم بمصالحه وبمصالح العدو الصهيوني ، ويكفي ان نشير الى ان استراتيجية الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة تقوم على السيطرة على  النفط العربي ، وبقاء اسرائيل الدولة الاقوى قي المنطقة، ومن اجل ذلك  شيطنوا الاسلام والمسلمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق