بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يوليو 2013

فلسطينية «حماس» أهم من إخوانيتها-نواف ابو الهيجاء


هل تدخلت «حماس» في الشأن الداخلي المصري كما توجّه إليها الاتهامات؟ أي وهل حركة حماس لم تتوقف عند إبداء الرأي بما حدث في مصر يوم الثلاثين من حزيران الماضي فزجّت نفسها في الحدث مباشرة أم غير مباشرة؟ هل الذين ألقي القبض عليهم من الفلسطينيين في سيناء وهم يحملون السلاح من قطاع غزة مجرد أفراد يتصرفون من تلقاء أنفسهم؟
يمكن لنا أن نتفهّم دوافع الموقف الحمساوي من حدث الثلاثين من حزيران وذلك لأسباب أيديولوجية تربط بين «حماس» و«الاخوان»، لكونهم جميعاً ينتمون الى التنظيم العالمي لحركة «الاخوان المسلمين». لكن ذلك لا يعني أن يزج طرف فلسطيني، أياً كان هذا الطرف، الفلسطينيين في شأن داخلي لدولة عربية.
سياسة النأي بالنفس التي أقرتها المنظمات والفصائل الفلسطينية كافة تعني ألا يتدخل أي فصيل فلسطيني في الشأن الداخلي لأي بلد عربي. لقد دفع الفلسطينيون أثماناً باهظة خلال الاحداث العربية في الكويت ولبنان والعراق والأردن، ويدفعون اليوم الثمن في سوريا. كما ان هناك محاولات دؤوبة للزج بالفلسطينيين في الشأن الداخلي في لبنان.
القيادات الفلسطينية أجمعت على ضرورة انتهاج سياسة النأي بالنفس في لبنان كما في مصر وفي سوريا. والقيادة الفلسطينية في رام الله أعلنت ذلك بوضوح، لكن ذلك على ما يبدو ليس كافياً للحد من الزج بالفلسطينيين في الشأن الداخلي العربي وبما يؤدي الى ان يدفع الفلسطينيون الثمن الباهظ للتدخلات، ولكن النتيجة واحدة وهي خسارة للقضية وللشعب الفلسطيني. فلسطين في حاجة ماسة الى الجهد العربي كله. و«حماس» كما غيرها من الحركات والتنظيمات الفلسطينية لا ينبغي أن تخسر هنا او هناك موقعاً عربياً مهما كان السبب. حماس خسرت سوريا حين لم تنأَ بنفسها عن الحدث الداخلي السوري وذهبت الى اصغر دولة عربية وهي قطر. وظنت «حماس» أن الوضع في مصر الاخوانية سيدوم وأنها ستجني الكثير من مصر الاخوانية. لكن أحداث الثلاثين من حزيران وخروج الملايين الى الشارع رفضاً لحكم «الاخوان» أكد من جديد أن «حماس» تخسر دولة عربية محورية أخرى عدا سورية. والطبيعي أن خسارة حماس هذه ستكون خسارة فلسطينية عامة وليست مجرد خسارة للحركة.
كان يمكن لـ«حماس» أن تحظى بالرعاية مثلها مثل كل فلسطين من لدن الحكم الجديد في مصر. ومصر دائماً فلسطينية الهوى والانتماء والقضية وهي لم تتخل عن القضية وفي أحرج الظروف والاوقات، بل ان مصر هي ايضا الرئة التي تتنفس منها غزة، فهل التدخل في الشأن المصري على النحو الذي يُقال عن «حماس» يصب في مجرى مصلحة الشعب الفلسطيني في القطاع؟ مَن سيدفع الثمن إن صحت الانباء الواردة من مصر عن دور «الاخوان» و«حماس» في احداث سجن النطرون اثناء ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني 2011؟
كثير من ابناء الشعب الفلسطيني لا يريدون تصديق ما يُذاع من أخبار حول تدخل «حماس» في الشأن المصري. «حماس» في طريقها الى مراجعة سياساتها ومواقفها في ضوء قراءة تقول: إن الشعب الفلسطيني انتخب نواب «حماس» في الانتخابات التشريعية الفلسطينية لأنهم من حركة مقاومة مسلحة فلسطينية وليس لأنهم من جماعة «الاخوان»؟ هل تعيد حماس النظر لتنطلق من حقيقة كونها فصيلاً مقاوماً فلسطينياً قبل أي أمر آخر؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق