بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يوليو 2013

حسابات الداخل ومعادلات الخارج-أحمد عرابي بعاج-دمشق



في الوقت الذي يقر فيه رئيس الحكومة البريطانية بوجود قدر كبير من التطرف بين المعارضين المسلحين في سورية، ويقول: وأنه لهذا السبب لم تقرر بريطانيا بعد ما إذا كانت ستسلح هؤلاء المعارضين،

تتخذ فرنسا الاتجاه ذاته في محاولة لمهادنة الانتقادات الكبيرة التي يتلقاها حلفاء الولايات المتحدة الغربيون من علنية تسليح الإرهابيين داخل سورية من قبل الدوائر البرلمانية والرأي العام في تلك الدولتين ومحاولة الالتفاف عليها عبر تقديم السلاح بطرق مختلفة لم تتوقف منذ بداية الأزمة في سورية.‏
تقوم الولايات المتحدة الأمريكية «اللاعب الأول» في دعم الإرهاب داخل سورية بتسليح الإرهابيين عبر الباب الخلفي الذي اعتادت على فتحه عندما يكون هناك قدر كبير من الانتقادات لدى الدوائر السياسية والرأي العام الأمريكي لأعمالها القذرة، رغم إزالة العائق في مجلس النواب والكونغرس حول تسليح الإرهاب في سورية الذي أقر في جلسة سرية الأسبوع الماضي، وقد أوكلت مهمة التنفيذ إلى متعهدها الجديد في المنطقة «أعراب آل سعود» الذين اعتبروا تكليفهم بهذا العمل القذر ضد سورية انتصاراً لهم على حلفاء صغار مثلهم للولايات المتحدة، التي لا تتردد في تبديل أحصنتها عندما لا تنجز المهمة الموكلة إلى أحدهم.‏
أما الحليف الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية «دولة الكيان الصهيوني» فهي تقوم بالعمل الجديد الموكل إليها في حماية الإرهابيين في جنوب سورية ودعمهم لوجستياً، حيث يقوم المسلحون في منطقة الجولان المحتل بإدارة ظهورهم إلى أرضنا المحتلة آمنين مطمئنين إلى أن العدو الصهيوني حليف لهم لا خوف منه، ويوجهون سلاحهم إلى الداخل السوري، ويتلقون الدعم العسكري والطبي ويفرون باتجاه الدوريات الإسرائيلية وكأنهم يلتقون أشقاء لهم، لا محتلين لأرضنا العربية السورية.‏
والولايات المتحدة التي لم تعد مستعدة للدخول في عملية سياسية لحل الأزمة في سورية يقوم وزير خارجيتها بجولات مكوكية لاستغلال الظرف السياسي الدولي وخاصة فيما يحدث في سورية لإبرام صفقة سياسية تنهي القضية الفلسطينية بالطريقة التي يحلو لإسرائيل أن تنتهي إليها وبمباركة من أعراب في جامعة كانت يوماً ما عربية.‏
تتعدد الآن أوجه الحرب على سورية سواء بدعم الإرهاب بالسلاح أم باستخدام أموال الخليج في التأثير في الداخل السوري عبر البوابة الاقتصادية واستخدام أسلحتها القذرة في الضغط على وتر الحاجة المعيشية للمواطن، حيث تواجهها الحكومة السورية بعمل جبار في سعي دؤوب لإحداث توازن اقتصادي ومالي داخلي يحقق للمواطن سبل العيش الكريم في هذا الظرف الصعب التي تعيشه سورية من حرب متعددة الجوانب لم تحصل في التاريخ على أي بلد في العالم.‏
وجيشنا العربي السوري البطل يقوم هو الآخر بواجبه دون الالتفات إلى الوضع السياسي الخارجي المتأزم لدى الغرب والمعارضة المتشرذمة المرتمية في أحضان دول تعادي بلدهم.‏
فأي مستقبل سوف يواجهه هؤلاء الخونة عندما تحين ساعة الحساب من قبل الشعب العربي السوري الذي ينظر بازدراء إلى من خانوا ربهم وخانوا وطنهم واستجدوا التدخل الخارجي في وطنهم مقابل مكاسب مادية آنية لا تلبث أن تنتهي عندما يكون هناك اتفاق على حل سياسي يتجاوزهم، فلا يطولون جراء أعمالهم سوى الذل والعار والخسران الذي سيوصمون به أمام شعب صامد قرر الدفاع عن وطنه حتى تحقيق النصر الذي بات قريباً رغم كل محاولات كسر صمود الشعب السوري المقاوم.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق