بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 يوليو 2013

وطن على لائحة الانتظارد احمد عياش


في موازاة لائحة المنظمات الارهابية التي ادرج عليها الاتحاد الاوروبي قبل أيام اسم الجناح العسكري لـ"حزب الله"، هناك لائحة انتظار عليها أسم لبنان الذي لم يصبح بعد وطناً مؤهلاً لينتقل الى لائحة الدول ذات السيادة التي بيدها حق تقرير مصيرها. قد يرى البعض ان لائحة الانتظار هذه تضم ايضا كل الدول التي نشأت بعد سقوط الدولة العثمانية في مستهل القرن الماضي، وهذا الرأي يحتاج الى بحث معمّق. لكن ما هو مؤكد ان واقع الحال في لبنان منذ سقوط دولته عام 1975 يشير الى ان قيامتها لم تتحقق حتى الآن.
الاعتراض الذي سجّله الامين العام لـ"حزب الله"على القرار الاوروبي يكشف من دون ان يقصد لائحة الانتظار هذه. فهو يسأل: "ما هي مصلحة الدول الاوروبية في معاداة مقاومة لها تأثيرها الكبير في لبنان والمنطقة؟" بإمكان نصرالله الحصول على جواب من اوروبا اذا ما اراد. فقد اعطى القرار المنشور في الجريدة الرسمية للاتحاد الاوروبي قبل ايام من هو مستهدف فرصة مراجعة مقر السكرتيرية العامة للاتحاد في بروكسل. وفي المناسبة، هل بإمكان دولة لبنان التي تقيم فيها مقاومة نصرالله ان تراجع الاتحاد الاوروبي في واقع الجناح العسكري لـ"حزب الله" الذي ورط لبنان في مشكلة مع أكثر من نصف مليار اوروبي فيما لا يزال يورّط هذا البلد مع 25 مليون سوري؟ وكيف يمكن دولة ان تمارس سيادتها بوجود "مقاومة لها تأثيرها الكبير في لبنان والمنطقة"على حد تعبير زعيمها؟
الضحايا الذين ينقلهم "حزب الله" يوميا من سوريا الى لبنان لم يعد مدفن "روضة الشهيدين" في الضاحية الجنوبية لبيروت وهو الأكبر من نوعه في لبنان يتسع لمواراتهم الثرى. لذلك جرى حديثاً توسعته باضافة قطعة جديدة من الارض مجاورة له. كما يلجأ الحزب الى تخفيف عدد المقابر التي يحتاج اليها بتخيير ذوي الضحايا بين دفنهم في جوار مقام الست زينب بدمشق وبين تسليمهم جثامين ابنائهم. وعندما يصرّ بعضهم على أن يتم الدفن في لبنان تلبى رغبته. وفي الطقوس المتممة لاجراءات الدفن تقديم مبلغ نقدي لعائلة كل ضحية هو 50 ألف دولار اميركي، بعدما كان سابقاً 20 الف دولار قبل حرب سوريا، اضافة الى التكفل بكل نفقات أسرة القتيل. ويقول المطلعون ان ما يقدمه "حزب الله" لذوي مقاتليه الضحايا في سوريا يتفوق على تقديمات الدولة اللبنانية لذوي ضحايا الجيش أثناء تأدية الخدمة.
عندما لا يحتاج المرء الى رعاية الدولة التي يعيش في كنفها متكلاً على رعاية سواها تكون هناك مشكلة كبرى. وهذا أمر يدعو الى التفكير قبل ايام من احتفال لبنان بعيد الجيش في الاول من آب. واذا كان القرار الاوروبي قد صنّف الجناح العسكري لـ"حزب الله" ارهابيا فهو صنّف في الوقت نفسه لبنان دولة فاشلة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق