بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 يوليو 2013

معونات - اسماعيل عبد الحي -دمشق

مادام عمل المنظمات المنوط بها مهام إنسانية مسيّساً, فليس واجباً علينا الاستماع إلى تقارير لاتحمل طابع الجدية في التخفيف من آلام المتضررين, والجالسين بقوة السلاح وبطش قوى الظلام على أعتاب سنوات عجاف من الحرمان والكسل المشوب بنظرات الحذر إلى عبثية الأقدار التي تلعب بجنبات حياتنا كريح صرصر لاتبقي ولاتذر. 
لم يكن التعامل نزيهاً يوماً مع الملف السوري في الأزمة التي يدفع الفقراء «جزيتها» غالياً خوفاً ودماً يراق كرمى لأجندات تعبث بتاريخنا وأمجادنا وحضارات صدرت العلم, فتلقت طعنات الغدر بأياد موسومة وشوماً تدل على فكر أفاعي الغرب الزاحف إلى بلادنا بتقينات العصر الممهور بطابع الجاهليين الجدد الذين يحاولون التباكي على ما وأدوه من أحلامنا, وحرصاً منهم على حريات كبلتهم في قصورهم, وكانت سمة حياتنا وديمقراطيات زائفة تجيز لرعاياهم التفكير في قضايا عيشهم التافهة وتحرم التطاول على «ذواتهم الأميرية» وذوات أسيادهم راسمي سياسات الشرق في سراديب مخابرات الغرب.
عدد من المنظمات الدولية العاملة في بلادنا ذات الطابع الإنساني تأخذ تمويلها من دول تدعم الإرهاب وتمده بكل أدوات القتل والتدمير, وتفتيت جسور المودة في مجتمعنا الذي حمل وعلى الدوام رسالات السماء وجسدها فسيفساء جميلة الألوان في جو من المحبة والسلام.
بعض الآراء حملت فصاماً سياسياً, فكانت الأقوال والتصريحات متناقضة لا تعبر عن رأي صاحبها, ولأنها كذلك فهي لاتعدو كذباً يضاف إلى حملة التضليل المسعورة التي تتبناها محطات تلفزيونية يتحدث أصحابها بلكنة عربية, ولا أرى في تصريح السفير الفرنسي السابق (أيريك شوفاليه) الإيجابي تجاه الحكومة السورية والأزمة في سورية سوى صحوة ضمير عملت سياسة حكومته على تخديرها من جديد.
ما تتناقله محطاتهم من أن أكبر حملة دعم إنساني في التاريخ يتم تقديمها للشعب السوري لاتعدو كونها حملة إعلانية لمنظماتهم التي تحاول هي الأخرى أن تزيد الفجوة المجتمعية من خلال إيهام البعض أن الحكومة تحاول أن تقف عائقاً أمام مساعداتهم الإنسانية, وفي مناطق غير آمنة يتعرض فيها المتطوعون لمخاطر الطريق الذي يعيث فيه الظلاميون وشذاذ الآفاق فساداً, غير آبهين بطوابير الجياع من الأطفال والمرضى الذين تقطعت بهم الأسباب في الوصول إلى نقاط المساعدات المحلية الأهلية والحكومية ومن يعمل ليلاً ونهاراً على إيصال المعونات إلى مستحقيها من المتضررين والمنكوبين بصمت وبتفان قل نظيره.
لن نكترث كثيراً إلى قناعاتهم المصدرة إلينا بقوالب مجهزة سلفاً والمرسلة إلينا بصناديق تحاول أن تطيل أمد الأزمة بحجة الحيادية وإيصال المساعدات إلى غير مستحقيها كواحد من الحلول الإسعافية لإبقاء الأمور على ما هي عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق