بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 يوليو 2013

خارطة طريق لليبيا - ابوبكر محمد البدري - ليبيا


ان ما يحدث في ليبيا من تسيب امني رهيب و عجز السلطة الشرعية في المؤتمر و الحكومة على التعامل مع عظمة الاحداث و المرحلة يتطلب مراجعة المسار. و في المقابل نرى تشبث مجموعات سياسية و ايديولوجية ببرامجها على حساب البرنامج الوطني و نتازع الكتل السياسية فيما بينها على الاستحواذ بالقرار و السلطة على حساب اللحمة و البرنامج الوطني. نرى ايضا تزايد التدخلات الخاريجية السرية و المكشوف منها بالدعم المالي و غيره لزعزعة الاستقرار في ليبيا. كل هذا شارك في خلق البيئة المناسبة لتزايد التيارات المعادية لبناء دولة ديمقراطية موحدة.  هذه التيارات تشمل اللجان الثورية و المتشددين بالعنف من اتباع النظام المنهار و المتشددين بالعنف التكفيري المستورد و الذين ازدادت اعمالهم التخريبية من اغتيالات و تفجيرات.
و يزداد الخطر بتزايد الاحداث المؤلمة و المتسارعة في مصر و التي تثير القلق الشديد على ثورات الربيع العربي و على سلامة المنطقة ككل.

لقد اثبت المؤتمر الوطني فشله و عجزه و تشتته و بعده عن تقديم و دعم البرنامج الوطني الديمقراطي المنشود حتى اصبح جديرا بتطبيق قانون العزل السياسي الخاطئ عليه,  و لكنه يظل السلطة الشرعية و عليه نحتاج الى آلية ديمقراطية لتغيير الوضع الراهن.
ان اغتيال الناشط السياسي والحقوقي و احد اهم القائمين على خلق الإطار القيادي  لتنظيم الثورة في ايامها الاولى و الزاهد في السلطة الشهيد عبد السلام المسماري لاكبر دليل على عظم برنامج افشال الديمقراطية و بناء الدولة.

اتمنى ان ياخذ الشباب في جميع ربوع ليبيا بزمام الامور مدعومين بمؤسسات المجتمع المدني (الغير داخلة في الانتخابات) و نخب المثقفين من مدرسين و اساتذه الجامعات و ان يدفعوا  ببرنامج وطني و ان يتقدموا بانفسهم للانتخابات. اقدم هنا مقترح خارطة طريق قد يكون اطار لمثل هذا الزخم.

خارطة الطريق لليبيا:

1-      التحضير لانتخابات سريعة في خلال ثلاثة اشهر لإنتخاب:
أ‌)        مؤتمر وطني على مبدأ الافراد  يحل محل هذا المؤتمر المشلول.
ب‌)    لجنة الستين لكتابة الدستور بالاستعانة بلجنة فنية.
ت‌)    رئيس وزراء لحكومة انتقالية. 
2-      تجميد (وليس الغاء) مؤقت للاحزاب و كل التشكيلات السياسية الجماعية من المشاركة ككتل في العملية السياسية و الانتخابية في المرحلة الانتقالية قبيل كتابة الدستور. 
3-      حل جميع التشكيلات العسكرية غير الجيش و الشرطة و وقف كل المصروفات المالية عليهم.
4-      خلق لجنة متخصصة للشفافية تستعين بخبرات الامم المتحدة للتواصل مع الشارع الليبي كل اسبوع بانتظام للتصريحات الرسمية  و في قضايا الصرف المالي و قضايا الامن لاحتواء الشائعات و كسب رأي الشارع لدعم السلطة. 
5-      رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة المنتخب يشكل حكومة ازمة وعمل انتقالية مصغرة مكونة من الوزارات السيادية و المؤسسات الرئيسية كالآتي:
أ‌)         وزارة دفاع و وزارة داخلية و وزارة عدل و وزارة صحة و وزارة مالية و وزارة مرافق حيوية. باقي اركان الدولة تدار من قبل مؤسسات ادارية غير وزارية و ترجع الى وزارة المرافق.
ب‌)    هيئة أركان مكونة من اربعة أركان حرب: جيش و سلاح جوي و دفاع جوي و بحرية لها قرار جماعي و ترجع الى وزير الدفاع.
ت‌)    هيئة إفتاء و أوقاف مؤلفة من اربعة او خمسة علماء دين في الدولة و ليس مفتي فردي يستفرد بالقرار الديني. 
ث‌)    لجنة ادارة الإستخبارات و تفعيلها على ان ترجع الى لجنة مصغرة و متخصصة من المؤتمر الوطني يرأسها رئيس الوزراء و عضوية وزير الدفاع.

6-      استدعاء كل افراد الجيش الاحتياط وايضا المنضمين القابعين في بيوتهم من العسكريين للانضمام للجيش او ان تقطع عنهم مرتباتهم. 
7-      استدعاء جميع افراد الشرطة القابعين في بيوتهم للانضمام للشرطة او ان تقطع عنهم مرتباتهم.

المرحلة الانتقالية و كتابة الدستور يجب ان لا تتجاوز 6 او 8 اشهر بما فيها الاستفتاء على الدستور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق