بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

الفتنة الثانية الكبرى في التاريخ الحديث -رؤوف شحوري


يفجر تنظيم الاخوان المسلمين الفتنة الثانية الكبرى في التاريخ الحديث بعد الفتنة الكبرى الأولى في عهد الخلفاء الراشدين، وهم يفعلون ذلك على مستوى الأمة جمعاء وليس في مصر وحدها. والمسلسل الدموي الذي ينفذون فصوله على الأرض يحمل عنوان الملحمة الاخوانية: نحن أو لا أحد! ولم يعد الأمر يحتاج الى أي دليل بالاستقراء والاستدلال، لأنه ثبت بالدليل المحسوس والملموس وبالصوت والصورة، أن شعب مصر بكل فعالياته العسكرية والأمنية والسياسية وغيرها يقف في جانب، في حين يقف الاخوان ومن لف لفهم وحيدين في الجانب الآخر المعادي للاجماع الوطني. الانتفاضة الشعبية العامة ضد الاخوان ومحاولتهم اختطاف الحكم في كل بلد باسم ثورات الربيع العربي، لا تقتصر على مصر وحدها، وها هي تندلع اليوم ضد الاخوان الذين تصدروا واجهة الحكم في تونس وليبيا أيضاً بصفة خاصة. وموقف الاخوان وهم في موقع التحكم بالسلطة يتصرفون بالعقلية الاستئثارية لأنفسهم والابعادية لكل الأطياف الأخرى، ويستمرون في سلوك القاء أحمال من الحطب في نيران الفتنة الثانية الكبرى في العصر الحديث. ويبدي الحكم الانتقالي في مصر قدراً كبيراً من الصبر والحكمة لمعالجة موجة العنف والارهاب وسفك الدماء التي يحاول الاخوان تعميمها لاستدرار عطف العالم، وبعض مراكز القرار الدولي المتواطئة مع قيادة تنظيمهم العالمي! 
تصرف العقل القيادي العسكري والأمني في مصر حتى الآن بكثير من الحكمة والحنكة لاظهار الاجماع الشعبي ضد التسلط الاخواني. والأهم هو ألا تنجح قيادة الاخوان باستفزاز قوى النظام وجرها الى فخ العنف والدم. 
والعقل الذي ابتكر سيناريوهات كشف الاخوان وإسقاط حكمهم، قادر أيضاً على ابتكار الأساليب لفكفكة خيوط نسيج الفتنة الثانية الكبرى، بأكبر قدر من التأني والصبر، وتجنب اراقة الدم المصري، مع الالتزام بالحسم ومحاصرة المشكلة ومنع تمددها في الزمان والمكان! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق