بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 يوليو 2013

مفاوضات فلسطينية اسرائيلية للوصول لحل غير عادل




من المقرر ان يستضيف وزير الخارجية الامريكي جون كيري في واشنطن يوم الثلاثاء المقبل لقاء فلسطينيا ـ اسرائيليا لبحث برنامج وهيكلية المفاوضات.
هذا الاجتماع الذي يحضره عن الجانب الفلسطيني كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ومن المتوقع ايضا ان يكون الى جانبه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، بينما يمثل اسرائيل وزيرة العدل تسيبي ليفني ومندوب رئيس الوزراء اسحق مولخو، سيأتي الاجتماع بعد 48 ساعة من اصدار القرار ببناء الف وحدة سكنية في المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية، حيث سيعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي هذا القرار يوم الاحد. علما ان المفاوضات توقفت قبل ثلاث سنوات بسبب قرار البناء في المستوطنات.
هذه ليست القضية الوحيدة التي من الممكن ان تفجر المفاوضات قبل ان تبدأ، فهناك قضية اطلاق سراح الاسرى، فبحسب مسؤول في السلطة الوطنية الفلسطينية، لن يذهب الفلسطينيون للمفاوضات الا بعد تأكيد اسرائيل نيتها اطلاق 104 اسرى معتقلين قبل اتفاقية اوسلو، فيما تقول اسرائيل انها قد تطلق 82 اسيرا ولكن البقية لن تفرج عنهم لانهم من منطقة 48 والقدس.
رغم ذلك، من المتوقع ان تسير المفاوضات قدما بعد تلقي السلطة الفلسطينية رسالة امريكية تؤكد ان المحادثات تنطلق على اساس حدود ما قبل حزيران 1967.
تبدأ المفاوضات بقضايا جوهرية ومباحثات متوازية حول حدود الدولة الفلسطينية وترتيبات الامن التي تطالب بها اسرائيل، وهي من اعقد القضايا التي ستواجهها المفاوضات، لانها ستتضمن قضايا القدس والمستوطنات وتبادل الاراضي. فالفلسطينيون يطالبون بانسحاب كامل من الاراضي المحتلة عام 67 بما فيهاالقدس الشرقية ولا يستبعدون تعديلات طفيفة بشأن تبادل الاراضي، لكن اسرائيل تتحدث عن انسحابات من الضفة وتريد ضم الكتل الاستيطانية. اما قضيةالقدس فالسلطة تريدها عاصمتها المقبلة، فيما تعتبر اسرائيل القدس الموحدة عاصمتها الابدية، رغم ان المجتمع الدولي لم يعترف بذلك.
القضية الاخرى الصعبة في المفاوضات ستكون قضية اللاجئين وحق العودة بموجب قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 194، فيما تحاول اسرائيل انتزاع اعتراف فلسطيني بانها ‘دولة يهودية’ من اجل طرح حل قضية اللاجئين بعيدا عن اسرائيل.
الهوة بالمواقف شاسعة، وكما قال يوسي بيلين عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ‘نتنياهو يريد سلاما حقا، لكنه غير مستعد لدفع ثمنه’، لكن يبدو ان نتنياهو يذهب للمفاوضات لتضييع الوقت، خاصة انه يعلم انها المرة الاخيرة التي سيضغط عليه الرئيس الامريكي للذهاب للمفاوضات خلال ولايته الاخيرة.
سيكون لقاء واشنطن يوم الثلاثاء بداية انطلاق مفاوضات ماراثونية، تفرض نفسها على وسائل الاعلام لنستعيد صورا وتصريحات قديمة، حيث سنسمع من جديد صائب عريقات وهو يكرر المطالب الفلسطينية (من المؤكد انه حفظها عن غيب بعد سنوات عديدة من المفاوضات)، وسنرى المفاوض الاسرائيلي يقتحم الشاشات العربية وهو يعيد على اذاننا نفس النغمة القديمة عن عدم التفريط بامن اسرائيل واستحالة الانسحاب من القدس ولا لعودة اللاجئين…الخ، كما سينفض عشرات المحللين الغبار عن اوراقهم القديمة ليعيدوا نشرها.
اما الوزير كيري فسيتحدث في مؤتمراته الصحافية عن الجهود المبذولة وضرورة الوصول لحل عادل.
الحقيقة ان اي حل اذا تم التوصل الى حل، لن يكون عادلا، فكيف سيتحقق العدل لمن عاش معظم او كل حياته في مخيم للاجئين؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق