بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 يوليو 2013

«ستاتيكو» الاستقرار اللبناني سلة متكاملة تتوج بالتمديد الرئاسي-داود رمال



بين الانشغال الدولي والإقليمي بالملف السوري، بقي لبنان موضوعا على رف الانتظار، ما يستوجب من قياداته صياغة تفاهمات تؤدي لإدارة الخلافات من دون الوصول الى محظور الانفجار الواسع.
ويشير مصدر لبناني واسع الاطلاع الى أن السعوديين «أقفلوا سياسيا باب الحلول اللبنانية، وهم قرروا التدخل المباشر في مصر مستندين الى رهانات من شأنها اذا تحققت تحويلهم الى رقم صعب في المعادلة الاقليمية».
يضيف «على الأرجح، سيغرق السعوديون ومعهم كل الغرب في سيناء، لان حركة حماس ستحول هذه المعركة الى معركة حياة او موت، خصوصا بعدما قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الانخراط في المسار التفاوضي مجددا، لكأن سياسة خنق العمق الاخواني للحركة في مصر لم تكن كافية، فجاء ابو مازن ليكمل المهمة، وهذا يعني ان المطلوب من حماس ان تتحول الى مجموعة انتحاريين، ومن هنا قرار الحركة بعدم التخلي عن سيناء، العمق الاستراتيجي لقطاع غزة».
ويشير المصدر الى ان «استمرار الرهان السعودي على بعض الشخصيات الشيعية اللبنانية التي لا تمثل بيئتها نهائيا، سيكون له نتيجة واحدة، تتمثل في المزيد من تأطير شيعة لبنان وراء حزب الله وحركة امل (الرئيس نبيه بري)». ويضيف: «علينا أن نتوقع اشهرا لبنانية صعبة للغاية، ومن نعم الله علينا ان الخلاف ما زال سياسيا، لان الفريق الذي يمتلك القوة المنظمة لا يريد حربا بينما الفريق الآخر مشتت سياسيا وعسكريا وجغرافيا، ناهيك عن الخطيئة الإستراتيجية بتصويبه على الجيش اللبناني بعد معركة عبرا».
ويتابع المصدر: «على الصعيد اللبناني، لا يريد السعوديون دخول حزب الله الى الحكومة، وهم يدركون أكثر من غيرهم انه ما لم يشارك الحزب لن تكون هناك حكومة، وهم يريدون تغيير المعادلة في سوريا لكسر رقبة حزب الله في لبنان، بينما تشي الوقائع الميدانية بكرّ وفرّ وعجز المعارضة عن احداث تغيير جذري في المعادلة العسكرية».
ويشدد المصدر على ان «لا بديل عن التفاوض اللبناني ـ اللبناني والاقليمي ـ الاقليمي، وعلى السعوديين قراءة موقف الرئيس نبيه بري الأخير جيدا بدعوة الرئيس سعد الحريري الى لبنان والبحث في ترؤسه الحكومة، لان بري يعرف جيدا ما يريد ولسان حاله يقول: طالما أن الرئيس المكلف تمام سلام يريد تأليف وزارة بشروط رئيس تيار المستقبل نفسها، لماذا نوافق على شروطه.. فليأت الحريري نفسه، وهو المدرك سلفا استحالة عودة الحريري في هذه الفترة، ليس بقرار منه بل بقرار السعوديين الذين منعوه يوم استشهد اللواء وسام الحسن من ركوب طائرته الخاصة والعودة الى بيروت، وبالتالي يقول الثنائي الشيعي لسعد الحريري نحن نريدك انت، ولكنك تضرب عرض الحائط بهذه اليد الممدودة للمصالحة واضعا الكرة في ملعب الآخر، والكل يعرف على مستوى القيادات اللبنانية ان الحريري لن يأتي الا من ضمن تسوية اقليمية كبيرة ما زالت مؤجلة في ظل استمرار الاشتباك الكبير في المنطقة».
ويردد المصدر ان الامير بندر بن سلطان «اعطي هامشاً من الوقت لستة اشهر لأجل تحقيق شيء ما، الا ان ثمة بارقة ضوء في الافق تتمثل في المشاركة السعودية والعربية والدولية الواسعة (وربما الاميركية) في حفل تنصيب الشيخ حسن روحاني رئيسا لايران، اذ من غير المستبعد فتح قنوات حوار للجم حدة المواجهة الاقليمية، ناهيك عن التحول الميداني في سوريا لمصلحة النظام واحتدام الصراع بين فصائل المعارضة والاكراد والنصرة، ما دفع مجموعات عسكرية انشقت سابقا عن النظام وحتى مجموعات مسلحة، الى التواصل مع النظام لترتيب أوضاعها».
ويشير المصدر الى ان معظم عواصم القرار الدولية ترى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان شكل طيلة ولايته الدستورية «عنوانا للاستقرار السياسي والامني وعدم الاخلال بالتوازنات الداخلية، بينما انخرط باقي الافرقاء في صراعات ادت الى تعطيل المؤسسات وعرضت الاستقرار للخطر، كما ان الصراع القائم على حجم تمثيل القوى في الحكومة سببه الحقيقي ان هذه القوى ترى ان استمرار الوضع على حاله يعني الوصول الى فراغ رئاسي في 25 ايار 2014 وبالتالي، فان الحكومة الجديدة ستدير البلاد بموازين القوى التي ستتكرس فيها، لذلك فان المخرج المنطقي يتمثل في حسم مسألة الرئاسة الاولى منذ الآن عبر التمديد لسقف الاستقرار المتمثل بالرئيس سليمان، ما يؤدي تلقائيا بعد تأمين ديمومة هذا السقف، الى جعل الشروط حول تشكيل الحكومة غير مجدية بحيث يسهل تشكيلها».
ويختم المصدر بتبني السلة المتكاملة للحل «وباكورتها التمديد للمجلس النيابي، على أن يستتبع بالتمديد لقائد الجيش وصولا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تدير الازمة وصولا الى تمديد ولاية رئيس الجمهورية، لان كل الوقائع تشير الى ان التسوية الاقليمية تحتاج من سنتين الى ثلاث سنوات، وبالتالي من الافضل للبنان الحفاظ على الستاتيكو الراهن».
هل نصل الى السلة المتكاملة ام يوضع مصير البلد في سلال مثقوبة؟
ربما تأتي الإجابة من المشهد المصري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق