بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 يوليو 2013

الإرهابيون ومكافحة الإرهاب ? داوود البصري - العراق


 قتل قوات مكافحة الإرهاب العراقية (سوات) مدرب فريق كربلاء لكرة القدم بطريقة وحشية أخيراً واصدار نوري المالكي بعد خراب البصرة أمر اعتقال للقتلة والذين هم ضمن فيلق حمايته! يفتح الباب مجددا أمام إرهاب الدولة الميليشياوي الذي تمارسه حكومة المالكي, وهي تتبجح علنا بمقاومتها للإرهاب فيما تمارس ميدانيا أبشع عمليات الإرهاب, والقتل الجماعي, غير مفرقة بين السنة والشيعة ومختلف المكونات العراقية, فالعقلية الحاكمة هي عقلية إرهابية بامتياز لكونها تستند إلى ايديولوجية سياسية وفكرية مارست الإرهاب الأسود وعلى المستوى الدولي وبررته آيديولوجيا وهي اليوم تمارس ميدانيا ترجمة أفكارها المخزونة, وعقيدتها الباطنية التي لا تعرف سوى الإرهاب والقوة وامتهان كرامات الأبرياء والتغول والتسلط عليهم وفرض سلطة إرهابية غاشمة تتصور أنها وعن طريقها تكتسب المكانة الاعتبارية المفقودة, فقتل مدرب رياضي بريء في هجمة همجية ظلامية هي استكمال فظ لجريمة الحويجة ولجريمة الزركة, ولجرائم سلطوية عديدة برعت برسم خطوطها الدموية حكومة حزب "الدعوة" الإرهابي العميل غير مفرقة بين العراقيين, فالإرهاب ذات طبيعة شمولية وهو يتجاوز كل الفروق الطائفية والعرقية, ورجال المالكي الذين ينفذون العمليات القذرة لايختلفون في رؤاهم ومنهاجهم عن رجال صدام الذي كان والذين برعوا في امتهان كرامة العراقيين وفي قطع آذانهم ووشم جباههم وتقتيلهم بالجملة والمفرق! العقلية السلطوية نفسها الغاشمة الحاكمة في العراق هي المستمرة, والممارسات نفسها هي السائدة, والنفوس القيادية نفسها البائسة الجاهلة هي التي تقود العراق نحو الجحيم!
 الفرق الوحيد بين النظام البائد, والنظام السائد, والذي سيباد حتما هو تلك القشرة الواهية
والمزيفة من الديمقراطية الهشة الرثة التي جليها الاحتلال الأميركي  واستغلها الطارئون من أهل البطون التي جاعت ثم شبعت, وجلهم من الأميين, وأصحاب الشهادات المزورة ومن البقالين الذين تحولوا في طفرة وراثية عجيبة وغريبة جنرالات يمارسون القتل على الهوية, ويبدعون في سفك دماء العراقيين, ويفشلون فشلا ذريعا في التعامل مع الإرهابيين الحقيقيين, وفي حماية أرواح العراقيين من هجمات الإرهابيين, فوكيل وزارة الداخلية الجنرال والبقال الدانماركي السابق لايبرع إلا في التبريرات الواهية, وفي تسويق الأكاذيب حول قدرات وهمية لقواته التي دربها الإيرانيون بهدف الانتقام من الشعب العراقي وليس حمايته أو الدفاع عن أمنه ومصالحه ومستقبله.
 لقد برعت حكومة حزب الدعوة في تسويق الاتهامات الإرهابية المزيفة ضد خصومها, وشرعت في وضع آلاف الأبرياء والمسالمين على قوائم المادة "4 إرهاب" السيئة الصيت والسمعة بينما تعطي لرجالها, من المتوحشين والقتلة وأتباع الميليشيات الطائفية, كل الأضواء الخضراء والزرقاء في تصفية خصومها وممارسة الإرهاب بأبشع أشكاله وصوره ومعانيه من دون أن يحاسبها أحد أو يردعها رادع أو يمنعها وازع.
 لقد تجاوزت الانتهاكات السلطوية كل الحدود وأضحت حياة الإنسان العراقي وكرامته هي السلعة الأرخص في العراق, وتحولت أجهزة الدولة الأمنية مثالا للعجز والفضيحة في معالجة الأزمات. مشكلة الحكومة العراقية تتمثل في كونها حكومة أزمة, وهي حكومة عاجزة, بل تاريخية في عجزها, ومع ذلك فإن العراقيين, بمختلف توجهاتهم. في حالة عجز حقيقي عن محاسبة حكومتهم وإعادتها إلى جادة الصواب وذلك يطرح إشكالية حقيقية حول طبيعة العملية الديمقراطية المزيفة, والتي يتحكم بمساربها أهل الإرهاب. ورواد المدرسة الإرهابية في الشرق بأسره.
 الإرهابيون لايبنون دولة ولايقيمون مجتمع العدالة والحرية والمساواة, بل أنهم مشروع دائم للأزمات, لكونهم يعيشون دائما وأبدا في حيز الخوف من المؤامرات المستمرة في عقولهم ونفوسهم, ستستمر عمليات قتل الأبرياء, ومدرب نادي كربلاء سوف لن يكون الضحية الأخيرة, بل أن المقبل من الأيام سيحمل معه مفاجآت تصفوية عديدة, فالإرهابيون على موعد دائم مع المفاجآت الدموية... وتلك هي المعضلة.
                 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق