التحول ضد الاخوان في مصر هو تتمة وليس بداية. والنظام صاحب الهوية الاخوانية في تركيا هو الأقدم والأعرق، وقد واجه في الآونة الأخيرة اختباراً عصيباً بمواجهة انتفاضة شعبية حاشدة ضده ولا تزال مستمرة في التفاعل ولها ما بعدها. والتحول ضد الاخوان حدث أيضاً في الخليج بدليل هذا الترحيب الفوري والحار الذي صدر عن دوله بما حصل في مصر والتهنئة بالرئيس الانتقالي الجديد، وكانت المملكة العربية السعودية هي الأسرع في العالم بمباركة ما حدث. وكان لافتاً الموقف القطري في ظل القيادة الجديدة للشيخ تميم بن حمد بالانضمام الى موكب المهنئين بما يعني وجود رؤية جديدة تتعامل مع الحدث بواقعية وليس بتحزب. ولو كان حمد بن جاسم لا يزال في موقعه لما تردد في اتخاذ موقف عدائي من إسقاط حكم الاخوان في مصر، ولما تردد في وصفه بأنه انقلاب عسكري على الرئيس المنتخب ديمقراطياً، على الرغم من أنه لا يوجد نظام ديموقراطي في قطر، والأمل معقود على الأمير الشاب تميم بن حمد. حقيقة ما يحدث اليوم على مستوى الأمة ان هناك تحولاً واسعاً في نفوس الناس والجماهير على نطاق واسع ضد النموذج الاسلامي كما عبّر عنه الاخوان بالقول والفعل. ولأن شعب مصر هو قلب الأمة النابض فقد عبّر عن هذا التحول بهذه الصورة الشعبية غير المسبوقة في تاريخ الأمم وبهرت العالم، باستثناء دوائر الحكم في الغرب الأميركي - الأوروبي القلق على مصالحه، وعلى مستقبل اسرائيل، ويتصرف وكأنه يشعر مثل الأمم الثكلى بفقدان ابنها البار مرسي! وهذا الشعب المصري الحي وقلب الأمة النابض قدّم من قبل مثالاً شبيهاً برفضه التطبيع مع اسرائيل على الرغم من كل ضغوط الحكم الدكتاتوري والدعم الغربي الشرس له. الموجة الاخوانية هي الآن في حال انحسار سريع في مواجهة مدّ ينشد نظاماً حقيقياً قائماً على التعددية في المجتمع واحترام الحريات العامة وحقوق الانسان. تكريس التحول الجديد في مصر يحتاج الى المؤازرة الفورية باعتباره تحولاً على مستوى الأمة. وليس غريباً على المواقف والتقاليد الخليجية المبادرة الى انشاء صندوق خاص لدعم الاقتصاد المصري ولا سيما في الشق العاجل منه المتعلق بالقضايا المعيشية للشعب المصري الصانع الحقيقي لهذا الانجاز المعجز والتاريخي. وخير من يبادر الى انشاء هذا الصندوق كل من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق