لكل أمة على وجه الأرض ثقافتها، وللكل مجتمع عاداته وتقاليده، هذه الثقافة والعادات والتقاليد نابعة من القيم والمثل العليا، وتنبثق من تراث الأمة وحضارتها عبر القرون، والتي يعتز بها الأجيال جيلاً بعد جيل مهما كان شكل ونوع هذه الثقافة، فالثقافة أنواع كثيرة وذات أشكال عديدة، وفي النهاية تصّب هذه الثقافة في بوتقة الأصالة وسلوك الأفراد. وحسب رأيي المتواضع ونظرتي، فهذه الثقافة تتطور وتتغير وتمرّ في مراحل كي تساير عملية التقدم الهائل والسريع التي وصلت اليها الأمم حديثاً.
وهنالك وسائل وطرق متعددة وكثيرة لنقل الثقافات وايصالها إلى الآخرين، لكن الخطر الشديد يكمن في طريقة ايصال هذه الثقافات، وهذا السلوك وهذه العادات والتقاليد، ويكمن أيضاً في أصحاب الثقافات وأهدافهم من نشر هذه الثقافة وطريقة ايصال ثقافة أو سلوك معين للآخرين، ويكون بمثابة ادخال السمّ في الطعام بطريقة غير مباشرة، بمعنى أن السمّ لا يوضع في شيء قبيح تعافه النفس البشرية، إنما يوضع في شيء طيب المذاق حتى يسهل حصد النتائج، وقطف الثمار المرجوة، وتحقيق الأهداف التي هم ارادوها.
فما أصعب وما أنكى أن يوضع السمّ في العسل.
والسمّ هنا وضع في عدة مسميات وسلوكيات منها على سبيل المثال لا الحصر، الفن، والحرية، وحرية التعبير، والمعرفة. والتقدم ومسايرة ثقافة الغرب وان كانت تخالف كثيراً عادات وتقاليد وأصالة الأمة العربية وثقافتها.
لذلك كان المسرح وكان التمثيل وكانت المسرحية وكانت الأفلام والمسلسلات في زمن توجد فيه وسائل ووسائط الاتصال والتقدم التكنولوجي في جميع الميادين، واستغلال هذه الوسائط في نشر الثقافات.
ليس عيباً أو عاراً أن تكون هذه الوسائط في ثقافاتنا للتعبير عن مشاكلنا وهمومنا ومعالجة قضايانا، ونقد العادات السيئة. فالمسرحية الهادفة غرضها تأدية رسالة جليلة في النقد. والمسرح الهادف أيضاً له دور عظيم والافلام الذي يتقمص فيها الأشخاص أدواراً هامة في التعبير عن الآراء ومعالجة مشاكل الأمة ونقد المساوىء، إضافة الى الأفلام التاريخية والثقافية التي تحكي قصص الشعوب وتعبر عن ثقافة الأمة وعاداتها وتقاليدها.. وأخذ العظة والعبرة.
ولا أريد أن أتجاوز الهدف والقصد من مقالي هذا، فأنا العبد الفقير لله كتبت ونوهت في مقالات لي كثيرة عن الأفلام التركية، لأن الافلام التركية حديث الساعة في الصالونات والمؤسسات والمقاهي، والحارات، والبيوت.
ففي الحافلة وفي السوق وفي الشارع حديث الناس عنها، وعن شخصيات الافلام، ومصطلحات الافلام، وسلوك الممثلين ووصف الممثلين إلى ما ذلك من أمور كثيرة.
أصابني الفضول نتيجة لذلك، أصابني الفضول يا سادة وهذا الفضول زائداً عن العادة. فحاولت التوفيق بين ساعات عملي الليلية وسهري في مزرعتي ومتابعة بعض حلقات هذه الأفلام، وللأسف الشديد تعرض في جميع الفضائيات العربية إلا من رحم ربي، بلهجة باللغة الفصحى أو بلهجة أحد البلدان العربية، ولأكون صادقاً مع نفسي ومع قرائي الأعزاء فإنني أقول:-
بداية لا أخشى في الله لومة لائم، ولا أكترث لنقد ناقد ليس في داخله ذرة من الغيرة على هذه الاجيال. ولا أخاف من بطش باطش.
· هذه الأفلام والمسلسلات هي بحد ذاتها عرض للأزياء والأجساد والعياذ بالله.
· ان الافلام والمسلسلات التركية مليئة بالسموم في نشر هذه الثقافة، فهذه ليست ثقافة، إنما انحلال واندثار في أودية اللاأخلاق، هذه الثقافة مسمومة ما من مسلسل أو فيلم أو حلقة في مسلسل الا وفيه صديق للزوجة أو صديقة للزوج، والصديقة لها ابن من صديقها، والعكس كذلك، ويأتي هذا الإنحلال والاندثار في كلمة صديق. وجميع أحداث المسلسل تدور في دائرة الحرام، وكأن هذه العادة المسمومة والخبيثة هي من أصالة وشهامة العرب. وبطريقة غير مباشرة إلى الأجيال الشابة والمراهقة تصل هذه الأفكار الخبيثة بحيث يجوز للمرأة أن يكون لها صديق غير زوجها وتنجب منه الأطفال.
· هذه المسلسلات والافلام، لا طعم لها ولا فكرة لا معنى لها ولا غيره، إنما هي مجرد تسالي لبث هذه الأفكار المسمومة والسلوك اللاأخلاقية.
· وهنا لا بد من كلمة إلى جيلنا هذا، والى ربات البيوت، إلى اصحاب الضمائر الحية، إلى المسؤولين، إلى أصحاب الأفلام الصادقة، الى الكتاب والناقدين، والى علماء الأمة، إلى العلماء الذين لا نسمع منهم شيئاً في هذه المرحلة الخطيرة على شعوب الأمة العربية، أنه تحاربوا بلا هوادة هذه الفضائيات وهذه الثقافات المسمومة والتي لها نتائج خطيرة وعواقب وخيمة على أجيال الامة العربية، فالمسلسلات والافلام التركية هي ليست ثقافة، إنما هي انحلال بما في الكلمة من معنى!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق