بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 يوليو 2013

نصر الله وحزبه سيشعران قريبا بعزلة أكبر - بوعز بسموت-(اسرائيل اليوم)

نجح زعيم منظمة حزب الله، حسن نصر الله، منذ بدأت الانتفاضة في سوريةفي منتصف شهر آذار/مارس 2011 في ان يضيق حلقة اصدقائه كثيرا. فهذا الرجل الذي كان يرمز وحده تقريبا في صيف 2006 في اثناء حرب لبنانالثانية الى قلعة المقاومة والفخر العربيين، تحول اليوم الى عدو الأمة السنية. والملجأ الحصين الذي يقضي فيه أكثر ساعاته يحفظه اليوم من السنيين أكثر مما يحفظه من ‘اليهود’.
وجه مؤيدو حسن نصر الله الشيعة مع وزير الداخلية اللبناني أمس اصبع اتهام الى اسرائيل بعد تفجير السيارة المفخخة في منطقة بير العبد في جنوب بيروت، لكنهم يعلمون جيدا ان من المحتمل أكثر ان تكون الـ35 كغم من المواد المتفجرة التي تفجرت أمس في حي الضاحية من انتاج سني كما يبدو. فيدا نصر الله ملطختان بدم سني. ويوجد عدد كاف من السلفيين المتطرفين اليوم يريدون الانتقام بسبب افعال نصر الله والجانب الذي اختاره في سورية في الأساس.
بين السنيين والشيعة عداوة عمرها طويل. والانقسام الاسلامي الداخلي بين السنيين والشيعة يرجع الى سنين طويلة مع بدء الحرب على الوراثة بعد موت النبي محمد. وقد سُفك دم كثير آنذاك. وقد أنهى علي، صهر النبي، والحسين حفيده، حياتهما بصورة مأساوية ودمهما يمنح الشيعة اليوم الالهام. نجح الصراع مع اسرائيل احيانا في حرف العداوة الدامية في العراق وسورية ولبنان والبحرين، لكن يبدو ان الانقسام الاسلامي الداخلي هذا سيصاحب أتباع محمد سنين طويلة بعد.
كان حسن نصر الله يفكر في راعيه في طهران بالطبع حينما انضم الى الحرب الاهلية في سورية. وقد سجل لنفسه في الآونة الاخيرة فقط انجازات في ميدان القتال – كما في القصير لكنه نسي ان سورية ولبنان شقيقتان في الخير والشر، أو في الشر في الأساس في العقود الاخيرة. 
أراد نصر الله ان يعيد مقاتليه الى البيت بعد ان دفعت منظمته ثمنا باهظا في المعارك في سورية، ولم يحبوا عنده في البيت ايضا النتائج حتى لو كانوا قد اعتادوا الشهادة.
بيد ان الحرب الآن في سورية تنتقل الى لبنان وتصل الى نصر الله في حيه. إن الجرحى الـ53 أمس اشارة الى ما ينتظر المنظمة الشيعية بعد ذلك. إنايران مشغولة الآن بالعلاقات العامة مع الرئيس روحاني ‘الليبرالي’، والاسد بالصراع من اجل البقاء، وقد يشعر نصر الله قريبا بأنه وحيد جدا. وحيد وقابل للمس به. ولن يضره اليوم ان يقوي ملجأه الحصين بازاء الاحوال عنده في لبنان. يوجد من يرون ان جيش سورية الحر مسؤول عن العملية أمس في حي الضاحية. وقد اختارت المنظمة أمس ان تتناول ما حدث في الليلة بين يوم الخميس والجمعة في اللاذقية، حينما ‘دمر جيش اجنبي صواريخ مضادة للسفن من طراز يحونط من انتاج روسي’. وحينما يقولون في الشرق الاوسط ‘جيش اجنبي’ يقصدون اسرائيل. يجب على السنيين والشيعة ان يهتموا ببقاء اسرائيل وأمنها لأنه من غيرها من يعلم الى أين يصل الانقسام التاريخي بينهما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق