بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 7 يوليو 2013

تجربة الزيت باللبن التركي -: نزار بولحية - تونس



في ندوة عقدت بشتوتغارت الالمانية مؤخرا احياء للذكرى الخامسة والستين للنكبة شبهت احدى المتدخلات ما يحصل من انقسام حاد في الموقف العربي 
حيال الازمة السورية بين المناصرين للنظام بداعي الحرص على المقاومة والمعادين له وقوفا مع الحرية وحقوق الانسان بالزيت واللبن اللذين"ما بيضبطو مع بعض".
 مثل ذلك التشبيه الساخر له خارج المثال السوري اكثر من وجه. اقربها اليوم وفي خضم موجة الاحتجاجات التي انطلقت من ميدان تقسيم ما اصبح يعرف بالنموذج التركي في المواءمة بين الاسلام والديمقراطية .
 ما ينبغي التاكيد عليه هنا هو ان كرة الثلج التي اطلقتها تلك الاحتجاجات غير المسبوقة عجلت بطرح نقاط استفهام عديدة حول قدرة ذلك النموذج على الصمود والاستمرار وعلى ان يكون منوالا صالحا للاقتداء في دول بدات للتو بشق طريقها نحو انتقال ديمقراطي مؤلم وصعب تحف به الكثير من المخاطر والشكوك. وفي بلد مثل تونس التى اختتم منها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان جولته المغاربية الاخيرة كان لافتا تحول التجربة التركية التي طالما نظر اليها باعجاب شديد حتى طرف من الخصوم التقليديين للحركة الاسلامية الى ما يشبه الوقود الاضافي للحرب الاعلامية والسياسية المستعرة بين انصار حركة النهضة ومناوئيها.
ما يجلب الانتباه في كل ذلك ليس مجرد الانحياز الاعمى لمثل ذلك النموذج او الانكار القطعي لنجاحاته بل ابداء ملاحظتين اثنين:
الاولى هي ان حزب العدالة والتنمية التركي الذي نشأ بعد مراجعات فكرية وتنظيمية عميقة تمت صلب حزب الفضيلة الاسلامي برئاسة نجم الدين اربكان لم يحاول منذ وصوله للسلطة في 2002 ان يتنكر للمنظومة العلمانية او يخترق القواعد التي تحكم سير الديمقراطية التركية رغم الاتهامات التي ظلت تلاحقه بكونه يمتلك خطة سرية لأسلمة الدولة. ومثل ذلك الامر يدفع الان بالكثيرين في تونس الى التساؤل عن فرص حزب حركة النهضة الذي لا يملك سوى تجربة قصيرة نسبيا في الحكم واجهتها انتقادات حادة لضعف الاداء في تسويق نفسه كحزب وسطي قادر على الدفاع عن مرجعيته الاسلامية مع القبول بما يصفه قسم واسع من النخب التونسية بالنمط المجتمعي للبلد خصوصا امام ما يبديه هؤلاء من قلق متزايد من نوايا الحزب قبل افعاله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق