الملك عبدالله الذي جعل لنفسه عادة دائمة في أن يحذر في كل سنة من أنه في الصيف سيكون هناك انفجار كبير في المنطقة بسبب اسرائيل، حذر هذه السنة أيضا من انتفاضة جديدة اذا لم تتم مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. ولكن جلالة الملك الاردني ليس وحده، بالطبع.
قائد المنطقة الوسطى عندنا ايضا حذر من أنه اذا لم يكن هناك تقدم سياسي فسيكون ‘تصعيد’ على الارض. وبالفعل، صباح مساء تطلق عندنا في وسائل الاعلام ‘تحذيرات’ او تهديدات بان الانتفاضة الثالثة باتت على الابواب. وفي هذا الشأن أود أن أدعي بانه عمليا نحن نوجد منذ زمن في ‘انتفاضة’ في مناطق يهودا والسامرة. كل شيء منوط بالتعريفات. الانتفاضة الثانية كانت مختلفة في جوهرها عن الاولى، ليس فقط لانه لم تكن في الاولى سلطة فلسطينية، وكانت جد عفوية، بل لانها من اللحظة الاولى كانت مع نار حية، ورأس حربتها كان الارهاب الانتحاري المعربد، بتعبير آخر، الانتفاضة الثانية بقيادة عرفات كانت تعبيرا واضحا عن الفهم الفلسطيني للكفاح المسلح.
قائد المنطقة الوسطى عندنا ايضا حذر من أنه اذا لم يكن هناك تقدم سياسي فسيكون ‘تصعيد’ على الارض. وبالفعل، صباح مساء تطلق عندنا في وسائل الاعلام ‘تحذيرات’ او تهديدات بان الانتفاضة الثالثة باتت على الابواب. وفي هذا الشأن أود أن أدعي بانه عمليا نحن نوجد منذ زمن في ‘انتفاضة’ في مناطق يهودا والسامرة. كل شيء منوط بالتعريفات. الانتفاضة الثانية كانت مختلفة في جوهرها عن الاولى، ليس فقط لانه لم تكن في الاولى سلطة فلسطينية، وكانت جد عفوية، بل لانها من اللحظة الاولى كانت مع نار حية، ورأس حربتها كان الارهاب الانتحاري المعربد، بتعبير آخر، الانتفاضة الثانية بقيادة عرفات كانت تعبيرا واضحا عن الفهم الفلسطيني للكفاح المسلح.
ابو مازن، الذي ورث السلطة من عرفات، تنازل عمليا (وليس مبدئيا) عن مفهوم الكفاح المسلح ضد اسرائيل، بينما حماس تتمسك مبدئيا وعمليا بمفهوم الكفاح المسلح، وبدلا منه طرح ابو مازن وحركة فتح، التي يقف على رأسها، مفهوم ‘المقاومة الشعبية’. وقد اتخذ القرار الرسمي بذلك في مؤتمر فتح في آب/اغسطس 2009.
‘المقاومة الشعبية’ هي طريقة العمل المركزية التي تطبق على الارض وتختلط بالكفاح القضائي، السياسي والاعلامي الذي تخوضه السلطة الفلسطينية ضد اسرائيل. وهذا ليس عفويا، ليس جماهيريا وليس بمثابة احتجاج هادئ وعديم العنف. وقد استخدم فيه بكثافة العنف الذي يجري بوسائل قتالية باردة، مثل رشق الحجارة، القاء الزجاجات الحارقة، أعمال الطعن، الدهس وما شابه.
لقد حققت هذه الطريقة زخما في 2012 وازدهرت في النصف الاول من العام 2013. يدور الحديث عن عشرات، بل وحتى عن مئات الاحداث كل شهر. والعناصر النشيطة في هذه الطريقة تنظم نفسها في 31 ‘لجنة شعبية’ ولجنة تنظيمية عليا تتخذ من رام الله مقرا لها. وتمنح السلطة الفلسطينية المساعدات المالية واللوجستية لهذه الجهات، وتعطيها الشرعية الكاملة في الساحة الدولية. وهي تسوق هذه ‘المقاومة الشعبية’ بصفتها ‘مقاومة سلمية’ أو ‘مقاومة غير مسلحة’ وتحظى بنجاح كبير.
وما العجب، في اسرائيل أيضا الجمهور الغفير لا يعرف عن ‘المقاومة الشعبية’ وعن أعمال العنف اليومية. وهو لا يعرف ان وسائل الاعلام لدينا لا تبلغ عن ذلك. وقد علمت بالظاهرة في أعقاب ورقة بحث مفصلة ومعمقة في الموضوع صادرة عن ‘مركز المعلومات للاستخبارات والارهاب باسم مئير عميت’. اما سكان المناطق فيعيشون هذا كل يوم.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا ينتظرنا في حالة عدم نجاح اسرائيل والسلطة الفلسطينية في الدخول الى مفاوضات سياسية؟ هل بانتظارنا توسيع في حجم ‘المقاومة الشعبية’، مترافقة مع هجمة سياسية وقضائية غايتها تحفيز المقاطعة على اسرائيل وادخال ‘دولة فلسطين’ الى المؤسسات الدولية المختلفة؟ أم هل ‘المقاومة الشعبية’ ستتحول الى ‘مقاومة مسلحة’ توجه ايضا الى داخل اراضي دولة اسرائيل وتل أبيب مثلما في الانتفاضة الثانية؟
على جهاز الامن أن يكون جاهزا لكل امكانية، وكذا الساحة السياسية ايضا. ولكن من المهم التشديد على نقطة واحدة: بالنسبة لاسرائيل فان ‘المقاومة المسلحة’ اذا ما قرر الفلسطينيون ذلك أو انجروا اليه ليست لطيفة وهي ضارة في مجالات عديدة. بالنسبة للفلسطينيين ستكون هذه ضربة قاضية ستدمر مرة اخرى كل ما نجحوا في ترميمه منذ الانتفاضة الثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق