بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 1 يوليو 2013

بعد الدكتاتورية ... الفوضى وبعد الفوضى ... النظام! رؤوف شحوري -لبنان


لا يمكن لأحد أن يدعي بأن الرئيس الدكتور محمد مرسي لم يسمع من قبل بالقول الحكيم: احذر الحليم اذا غضب. وقد أثبت الشعب المصري في تاريخه القديم والحديث انه من اكثر الشعوب العربية والاسلامية حلماً، ولكنه عندما يغضب بعد طول صبر فأن غضبه يأتي مدوياً ومزلزلاً. وفي ظاهرة لا مثيل لها في تاريخ شعوب العالم - على حد ما تعيه الذاكرة - لم يحدث أن جمع شعب اكثر من ٢٢ مليون توقيع موثق على الهوية للمطالبة برحيل الرئيس! وهو رقم يعادل اكثر من نصف عدد المقترعين، ويتجاوز بكثير عدد الأصوات التي فاز بها مرسي بالرئاسة! وصحيح انه ليس في مصر تقاليد ديموقراطية كما قال الرئيس الاميركي باراك اوباما تعليقاً على التطورات الدراماتيكية في مصر، ولكن الصحيح ايضاً ان هذا الأمر لا يحتاج الى ديموقراطية أو الى تقاليد، بل الى قيادة لها جفن يرف، وموقف فيه بعض الحياء! 


نفذ الرئيس مرسي قرار الحزب الذي ينتمي اليه والقيادة التي توجه خطاه باختيار طريق المواجهة والمجابهة والمراوغة والخداع بمحاولة اظهار شعب مصر وكأنه منقسم بين مؤيد ومعارض. ولا ينكر أحد أن ل الاخوان جمهوراً ومؤيدين، ولكنهم ليسوا اكثر من شريحة من شرائح المجتمع المصري، تريد الاستئثار بالسلطة وابعاد الآخرين عنها. والتظاهرات المضادة التي يقودها الاخوان ضد ثورة الشعب المصري وضد دكتاتوريتهم الجديدة، فضحتهم شعاراتها المرفوعة تحت عنوان الشريعة والشرعية! وكأن الشعب المصري المسلم بوداعة وتسامح في غالبيته الساحقة ينتفض ضد الشريعة. أما فلو كان الاخوان يؤمنون حقاً ب الشرعية، وواثقون من قوة شعبيتهم لتوجهوا دون تردد الى صناديق الاقتراع!.. ولكن مرسي ليس اكثر من دكتاتور صغير مثير للشفقة يحاول اخفاء شهوة جامحة الى السلطة باسم الاسلام المعتدل ... واذا كان الحكم الديني المعتدل هو هكذا، فكيف يكون حكم الغلو والتشدد والتكفير؟!

سيسقط حكم الاخوان واي حكم دكتاتوري آخر، عاجلاً أو آجلاً. وما يحدث اليوم، وتظاهرات ٣٠ يونيو ليست الا بداية، ليس مقلقاً الا مرحلياً ... فليس بعد سقوط الدكتاتوريات سوى الفوضى ... وليس بعد الفوضى سوى النظام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق