بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 يوليو 2013

عائدات المؤسسات لـ«أصحاب المولدات» -سامر الحسيني -لبنان


وصلت ساعات الانقطاع العشوائي في التيار الكهربائي في قضاء زحلة إلى ما يزيد عن 16 ساعة يوميا من جراء التقنين المفروض من "مؤسسة كهرباء لبنان".
الانقطاع العشوائي المترافق مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، فعل فعله في رفع حجم الأضرار ومعاناة البقاعيين المزمنة مع هذا التقنين الذي يزيد من عدد ساعات انقطاعه كلما ازدادت الحاجة إلى الكهرباء، وتحديدا مع مطلع كل موسم صيفي يتحتم فيه استعمال متزايد للآلات الكهربائية إن كان داخل المنازل أو المؤسسات التجارية، مقابل أقل ما يقال عنه بأنه حارق وكاوٍ لجيوب البقاعيين على اختلاف حاجتهم للكهرباء إن كان بالنسبة إلى المواطنين العاديين أو أصحاب المؤسسات التجارية التي تئن من هذا التقنين المدمر.
في البقاع آلاف المؤسسات التجارية والمحال التي تعتمد أساساً على مبيعات المثلجات في الصيف، ولا يمكنها تأمين التيار عبر مولدات خاصة على حسابها، إنما تؤمن حاجتها من الكهرباء عبر الاشتراك في مولدات خاصة.
استنزاف وسرقة
ويقول أصحاب محال لـ"السفير" إن "أصحاب هذه المولدات يتكفلون باستنزاف وسرقة كل أرباحنا من أجل تأمين فواتيرهم المالية التي تبدأ بـ200 ألف ليرة كحد أدنى بدل اشتراك بقوة 5 أمبير، ثم يتضاعف المبلغ مع تضاعف القوة الكهربائية".
تصل فاتورة طوني بارود (صاحب مؤسسة تجارية على طريق تعلبايا ـ سعدنايل) إلى ما يزيد عن 600 ألف ليرة لبنانية في الشهر بدل اشتراك في مولد خاص، "أي أكثر من 75 في المئة من الأرباح تذهب إلى جيب صاحب المولد".
يسأل بارود بغضب ونقمة عن "أسباب حرمان منطقة قضاء زحلة من التيار على الرغم من انها المنطقة الأولى في لبنان لجهة الجباية وعدم سرقة التيار الكهربائي".
ما يشكو منه بارود، يعيد سرده جان معلوف في حوش الأمراء الذي يملك مؤسسة كومبيوتر وطباعة متوسطة، وتبلغ كلفة اشتراكه في المولد حوالي 750 ألف ليرة.
فواتير المنازل
على صعيد فواتير المنازل، فإن أصحابها يتحدثون عن معاناة في ازدياد مضطرد من شهر إلى آخر، فلا يمكن لأحمد المكحل أن يستغني عن الاشتراك الذي بلغ حالياً 200 ألف ليرة شهريا، وهو العامل اليومي في ورش البناء ونصف مدخوله الشهري يوزع ما بين فواتير كهرباء ومياه.
لا يقتصر حجم الخسائر المالية في البقاع الأوسط على الفاتورتين الباهظتين، إنما تشمل فاتورة المولد الخاص الذي لا بديل منه، وفق ما يقول عدنان طليس (أحد القصابين) الذي يضطر إلى "تشغيل برادات اللحوم، حتى في فترة ما بعد منتصف الليل، حيث تكون ساعات التغذية بالمولد الخاص قد انتهت، مقابل انقطاع مستمر في التيار الرسمي".
معاناة التقنين العشوائي في البقاع، تتعاظم في ظل استمرار تهميش مشروع انتاج الطاقة المقدم من "كهرباء زحلة" منذ سنوات إلى وزارة الطاقة، ويحتجز من دون أي سبب، ويضاف إليه إهمال أكثر من مشروع جرى تقديمها أخيراً من اجل توليد الطاقة الكهربائية لمصلحة منطقة البقاع الأوسط وبكلفة تتدنى عن كلفة توليد الكهرباء عبر باخرة "فاطمة غول" التركية التي لم تعمل سوى على رفع ساعات التقنين بدل زيادتها.
التغذية العادلة
لا يطالب البقاعيون على اختلاف تنوعهم ومشاربهم، إلا بحقهم الطبيعي في التغذية العادلة بالتيار الكهربائي، وهم كانوا قد انتفضوا أكثر من مرة على هذا الواقع عبر قطع الطرق بإحراق الإطارات، إلى الاعتصامات المركزية لكل القطاعات التربوية والاقتصادية والاجتماعية أمام سرايا زحلة، إلى تنظيم أكثر من سلسلة بشرية على طول "بولفار زحلة" للمناشدة بتأمين الكهرباء، إلا أنها كلها باءت بالفشل، حتى ان المراجعات السياسية والدينية التي تولاها نواب ووزراء البقاع وحتى مطارنة زحلة، لم تنفع في تحريك الملف الجامد المتعلق بـ"شركة كهرباء زحلة"، وتوليد الطاقة لكامل مناطق تغذيتها الحالية، وهي منطقة تضم أكبر خليط مذهبي وطائفي يختلف على كل شيء، إلا على موضوع تأمين الكهرباء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق