بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 11 يوليو 2013

مالكي وبارزاني: تحالف تأريخي -محمد عبد الجبار الشبوط -العراق


   

لا نكشف سرا اذا قلنا ان رؤية نوري المالكي ومسعود بارزاني وهما يقفان معا في مؤتمر صحافي مشترك تدخل السرور في قلوب المعارضين القدماء لنظام صدام حسين المقبور. ويزداد فرحنا حين نلاحظ بوضوح ان الرجلين في حالة ارتياح متبادل، ما يشي بان جلسة التباحث التي عقداها كانت مسرة ايضا. فرغم كثرة الملفات العالقة كما يقال بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، فان الرجلين خرجا الى المؤتمر الصحافي وعلامات الارتياح بادية على وجهيهما. يمكن الاستنتاج ببساطة ان المفاوضات سارت بصورة ايجابية وانسيابية وهو أمر يدعو ليس فقط الى الفرح والسرور وانما الى التفاؤل بمستقبل افضل للعراق. فمنذ ايام عبد الكريم قاسم ونحن نسمع ان مستقبل العراق واستقراره رهن بصلابة وحدة العرب والكرد وتلاحمهما. فهذان هما دعامة الدولة العراقية، سوية مع المكونات القومية الاخرى، مثل التركمان والكلدواشوريين. لكن انفصام الوحدة العربية الكردية يهدد وجود الدولة العراقية بالصميم.
صورة الزعيمين المالكي ومسعود وهما يقفان معاً ذكرتني بأيام المعارضة المجيدة يوم كان العرب والكرد والمكونات الاخرى يقاتلون صفا واحدا من اجل اسقاط الدكتاتورية البعثية. كانوا صفا واحدا على سفوح جبال كردستان والاهوار والوسط والغرب، كما كانوا صفا واحدا على المسرح الدولي وهم يواجهون النظام في المحافل الدولية في ظروف بالغة الصعوبة يوم كان النظام مازال يتمتع بالقبول الدولي والدعم الاقليمي. واذا كانت وحدة المعارضين المناضلين ضرورية من اجل اسقاط النظام، فانها ضرورية ايضا من اجل بناء الدولة الجديدة التي تم تعريفها بالدستور بوصفها دولة اتحادية ديمقراطية. وقد حظي هذا الدستور بقبول العرب والكرد معا، فصار مرجعية عليا لهم، مهما قيل عن ثغرات فيه يمكن تصحيحها في مستقبل الايام.
لاخيار للمالكي، بما يمثله، ولمسعود بما يمثله، سوى ان يكونا صفا واحدا، كما كانا دائما، في تحالف تاريخي متين، لكي يواجها معا صعوبات بناء الدولة، ومشكلاتها، وظروف المنطقة المتقلبة ومخاطرها. ففي وحدتهما وتعاونهما قوة للعراق، للعرب والكرد والتركمان، للشيعة والسنة، للمسلمين والمسيحيين، وكل اطياف المجتمع العراقي المتعددة. لن يحلق الطائر العراقي الا بجناحيه الكبيرين: العرب والكرد. ولا بد من تمتين تحالفهما ووحدتهما وعملهما المشترك.
لا اقول ان لقاء واحدا كان كافيا لحل المشكلات كافة. لكن تواصل اللقاءات والحوارات والزيارات المتبادلة الكثيرة، والذهاب الى اقصى نقطة في كردستان والذهاب الى اقصى نقطة في بقية انحاء العراق، من شأن ذلك كله ان يفتح الطريق امام حل المشكلات، وتجاوز الخلافات، والتوصل الى حلول وسط وتسويات مرضية للاطراف كافة في عراق يستحق اهله ان يعيشوا في سلام ووئام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق