بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 10 يوليو 2013

جيش نصف الشعب - بوعز بسموت -(اسرائيل اليوم)


إن مصر في وضع نزف وهي غارقة في ورطة. إن كل سيناريو ممكن اليوم تقريبا في هذه الدولة لا يلائم توقعات الثورة. وهكذا فان الكثير من الاحباط يتوقع لـ84 مليون مصري. وسنحصل على حرب أهلية بدل الديمقراطية.
بعد ‘الثورة الثانية’ في الاسبوع الماضي ترى مصر كيف لا يتخلى الاخوان المسلمون عن الحكم، وكيف يكون الجيش مستعدا لاطلاق النار على الجمهور (حدث هذا اليوم موجها على الاخوان وسيوجه غدا على كل جهة سياسية اخرى)، وكيف يستطيع مصري ان يقتل مصريا، كما هي الحال في سورية.
تُلقى على الجيش المصري اليوم مسؤولية كبيرة، فبعد ان عزل مرسي أصبح الجيش مُلزما الآن بادارة الدولة وأمنها، وهذه مهمة كبيرة صعبة. إن تظاهرات التأييد الحماسية للاخوان بالقرب من المساجد والتظاهرة العنيفة جدا بالقرب من مقر الحرس الجمهوري حولت في غضون ايام جيش مصر من جيش الشعب الى جيش نصف شعب فقط.
ارتد السلفيون ايضا وهم الحركة الثانية في مجلس الشعب (29 في المئة)، التي أسهمت بممثل ذي لحية لتزيين اعلان الجيش في يوم الاربعاء بعد أن أيدت التمرد على مرسي، على أدبارهم أمس عقب ‘مذبحة مؤيدي مرسي’. وأدرك السلفيون أنهم يمكن ان يدفعوا الثمن عن الانتهازية السياسية، خاصة اذا كان ذلك على حساب دستور اسلامي.
ليس للجيش اليوم خيار كثير سوى ان يتعجل قدر المستطاع الاجراء الديمقراطي واعلان انتخابات. 
ولا يعد هذا ايضا بهدوء لأنه اذا أخرج الاخوان المسلمين خارج القانون فسيمنع ملايين المصريين من التصويت لمرشحهم. واذا مكّنهم من المشاركة فسيخاطر بفوز اسلامي آخر، اذا أُخذ في الحسبان مقدار انقسام التيار الليبرالي. وربما نحصل على رئيس سلفي. وفي هذه الاثناء يقوم الجيش المصري باعتقالات ويُغرق محطات الاذاعة والتلفاز ويطلق النار على الجموع وكل ذلك باسم الحلم الديمقراطي.
من المُحير متابعة الادارة الامريكية. فقد أيدت أولا محمد مرسي من دون ان تلاحظ سلوكه وارادة جزء كبير من الشعب، وبعد ذلك وبلا مناص نقلت تأييدها للجيش الذي يطلق النار على المدنيين، لكنه لا يعلن انقلابا لأنها ستضطر الى وقف الدعم. كنا نعلم ان مصر تبحث عن اتجاه وفاجأنا ان تبين لنا ان امريكاايضا فقدت اتجاهها، وفي هذه الحال ينبغي ان نتوقع انذارات وحوادث كثيرة اخرى في سيناء، فعدم الاستقرار المنتظر في الفترة القريبة هو جنة عدن للمجاهدين.
إن سقوط محمد مرسي الذي ليس هو ديمقراطيا كبيرا، أسقط بصورة ساخرة حلم تحول مصر الديمقراطي. ربما من اجل ذلك ابتهجوا في القصر في السعوديةحينما رأوا الصور الاخيرة من القاهرة. إن سقوط الاخوان خاصة بشّر بصورة نهائية بنهاية الربيع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق