بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 سبتمبر 2013

لاحتفاء بالإرهاب ! - ضياء ضياء الدين الكويت



 خلال اسبوع واحد زار الكويت اثنان من رموز الفتنة في عالمنا العربي!
الأول وهو عدنان العرعور خرج مطروداً من قبل وزارة الداخلية الكويتية بعد موجة استنكار وتنديد غاضبة في الاوساط الاعلامية والسياسية والاجتماعية.
أما الثاني فهو الشيخ يوسف القرضاوي الذي جاء بدعوة شبه رسمية، فهو حضر بدعوة من الهيئة الخيرية العالمية كأحد مؤسسيها، وهي مؤسسة خيرية شبه رسمية، يرأسها مستشار في الديوان الأميري.
وكما الأول فان القرضاوي ايضا لم يمكث في الكويت سوى ساعات قليلة، فقد غادرها بعد موجة من ردود فعل غاضبة من شرائح متعددة من المجتمع الكويتي، وهذا الاستنكار لم يقتصر على فئة معينة او طائفة بعينها، بل تعدى ذلك لشرائح واسعة بسبب مواقف القرضاوي العدائية من الشعب الكويتي.
وهذه احدى مفارقات هذا الحضور الشاذ للقرضاوي في الكويت، فهو له مع الشعب الكويتي وكذا النظام ثارات كبيرة، فهو من مجد الطاغية صدام، ورقص على جراحات الشعب الكويتي التي تسبب بها النظام المباد.
 وكان احد الاصوات المحرضة على الكويت بسب موقفها من الاطاحة بصدام!
العرعور والقرضاوي هما نماذج لحواضن الارهاب في عالمنا العربي والإسلامي والاحتفاء بهما هو احتفاء بالقتل والسحل والإرهاب الذي يضرب كل يوم سواء في العراق او في سوريا أو في مصر او في اليمن وهو ليس ببعيد عنا في دول الخليج العربية.
والحكومات العربية التي تصرح ليلاً نهاراً بنبذ العنف والإرهاب عليها أن تعمل اولاً على تجفيف منابعه، وهذه الرموز المشينة هي احدى هذه الروافد.
وللأسف هذه الاصوات النشاز تجد من يحتضنها، ويوفر لها منابر إعلامية ومنابر إسلامية وأموالا ضخمة لمشاريعها، وتغطية سياسية، وحماية قانونية، وتجعل منها شخصيات مؤثرة على قطاع كبير من الشباب الغر في عالمنا العربي والإسلامي.
المشكلة عندنا في الكويت أن بعض مرافق الدولة وخاصة تلك المتعلقة بالدين والأعمال الخيرية مخترقة من قبل المتشددين، وهؤلاء يمثلون جسورا لمرور الارهابيين والمتطرفيـن.
وهذا الامر يحتاج الى وقفة حقيقية من قبل اصحاب القرار في البلد حتى نكون في مأمن من المجموعات المتطرفة التي تنشر الرعب والقتل في عالمنا العربي والإسلامي.
والأمر يحتاج الى تعاون الدول المتضررة من الارهاب والدول الحاضنة لها.
 أو على الاقل المقتنعة بضرورة مكافحته، لمواجهة هذه الشخصيات التي تدعم وتشرعن الارهاب هنا وهناك.
ولا أدري لماذا حتى الآن لم يتقدم احد بالطلب لتجريمهم قانونياً سواء في بلادنا او في المحاكم الدولية .
 فهؤلاء ليسوا أصحاب رأي او موقف سياسي، بل هم جناة ومجرمون ينشرون القتل والتحريض عليه من دون حسيب او رقيب.
ايقاف دعاة الفتنة وتجفيف منابع الارهاب هو الطريق الاول للتصدي له ومواجهته.
 وهذا أمر لا يقوم به طرف واحد او دولة واحدة، بل يحتاج الى تضافر الجهود وتعاون دول عدة كما فعل العالم الغربي حينما توحد في سياساته وبرامجه وجند جميع امكاناته لمواجهة الارهاب العالمي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق