بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 26 سبتمبر 2013

المالكي شيعي .. إذن طــائفــي ! -سالم مشكور -العراق



يوم حصل السيد المالكي على ثقة مجلس النواب بادئا دورته السابقة ، كنت استضيف في برنامجي على قناة الحرة السيد أياد جمال الدين . سألته: ما الذي يمكن للمالكي فعله مما لم يستطع سلفه الدكتور ابراهيم الجعفري إنجازه ؟ أجابني جمال الدين: "بصراحة أقول، في ظل المحاصصة وانعدام الثقة بين الفرقاء فان لا رئيس وزراء يمكنه العمل حتى لو كان جبرائيل نازلا من السماء ". تذكرت جوابه ذاك وانا اتابع الضجة التي أثارها البعض على المالكي بسبب تصريحاته التي تناول فيها المحرضين على الارهاب والقتل من على منصات التظاهر . زوبعة من التصريحات المهاجمة للمالكي متهمة إياه بالطائفية والتهديد باراقة الدماء وانه تصرف كزعيم شيعي طائفي وليس كرئيس وزراء لكل العراقيين 
عدت الى تصريحات المالكي بالصوت والصورة فلم أرَ فيها ما يقولون . هو قال إن "بيننا وبين من يرتقون المنابر ويشتمون أكبر مكون عراقي ، بحر من الدم ". لم أجد في هذا القول أي تهديد ، بل هو يصف واقعا أوجده هؤلاء بفتاواهم وهتافاتهم وتهديداتهم من على منصّات التظاهرات ، التي "أثمرت" مئات التفجيرات والاف الضحايا وأنهارا من الدم ؟  ألم يهددوا بالقتل والتفجير ؟ ألم يصفوا مكوّناً عراقياً كبيرا بالحيّة الرقطاء ؟ ألم يهدروا دم أبناء هذا المكون بتوصيفات تخرجهم من الدين والوطن ؟. 
ذنب المالكي هنا هو انه حمّل هؤلاء مسؤولية انهار الدم الجارية .أنهار يختلط فيها دم أهالي مدينة الصدر بدماء اخوتهم في الدورة والاعظمية . 
لكن ذنب المالكي الاكبر هو أنه شيعي . هذا الانتماء يكفي وحده لاتهامه من جانب مدرسة الماضي ، بالطائفية . كان الشيعي طائفيا في قاموس ذلك النظام لمجرد انتمائه . أما اقصاؤه من كثير من الوظائف وحرمانه من الحقوق لمجرد انتمائه المذهبي فليس طائفية بنظر أولئك وورثتهم من      " الشركاء" اليوم .فالمالكي  طائفي حتى لو حارب المليشيات في البصرة وبغداد داخلا خصومات مع أحزابهم لم تنته حتى اليوم. الميليشيات التي كان يشكو منها  متهموه اليوم ، متصرفا كرجل دولة ، لا توجهه الانتماءات . ولو لم يكن المالكي شيعيا لاصبح بتصريحاته اليوم وطنيا ورجل دولة في نظر هؤلاء .
يبدو ان ورثة الماضي خلعوا ثوب الحزب ، وأبقوا على ثوب الطائفية ليستخدموه سلاحا في تهديم ما تبقى من هذا البلد  وشعبه الذي انهكته عقود الحروب والدكتاتورية . 
اللافت انه ووسط الزوبعة التي أثيرت حول كلام المالكي ، ضاع الفرق بين القاعدة والسنة ، وكأن هؤلاء يقولون بوحدة حال بين الاثنين ، وهذه جريمة كبيرة بحق مكوّن كبير وأصيل ، ودقٍ لأسفينٍ طائفي بين العراقيين ، وهو بالضبط ما تسعى اليه القوى المحركة لهذه اللعبة القذرة ، التي تسعى لابقاء العراق ضعيفا مفككا، تمزّقه الصراعات السياسية والطائفية.
كل رئيس وزراء سياتي بعد المالكي سيكون طائفيا في نظر ورثة الماضي ، الا ان يكون منهم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق