بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 13 مايو 2014

«نهاية العالم» الآن .. على ما يبدو -وائل عبد الفتاح

ـ 1 على الكرسي المتحرّك بدا بوتفليقة تجسيداً لمرحلة كاملة. انتهت ولا تريد المغادرة. بهذا المعنى نحن في لحظة نهايات وتحلّل مذاعة على الهواء مباشرة... لحظة هذيان كبرى يقسم فيها رئيس على أداء مهمته عاجزاً عن الحركة. وتقضي محكمة بإعدام 1112 متهماً لتدخل موسوعات الأرقام القياسية ليس فقط في إثارة النازع السوريالي ولكن في تدمير الذات، فكيف لنظام متعدد السلطات أن يعبر مرحلته الانتقالية بهذه الأحكام؟ وكيف يمكن أن يترشح أمير حرب لرئاسة دولة كما في لبنان؟ وكيف يمكن أن تتصالح حماس وفتح بعد أن وضعا قضية فلسطين على قائمة القضايا المهجورة؟
اللامعقول وحده سيداً. فالرئيس على المقعد المتحرّك لا بديل منه. والإعدام الجماعي كارثة تحل بجماعة دعا خطباؤها على منصة «رابعة» إلى إعدامات جماعية. وأمير الحرب يتلقى انتقادات من أمراء منافسين.
والخطر هنا لا يخص الفعل العبثي، ولكن في الفعل المضاد الأكثر عبثية...
ـ 2 ـ
رئيس مُقعد ويلقي القسم مكللاً بالعجز. وأمير الحرب ينتظر. والإعدامات تشفي الغليل وتقتل العدالة.
وكل فعل يحمل في طياته رد الفعل الأسوأ القابل لتأييد شعبي. فالجماهير لم تعد معنى سياسياً ولكن فكرة «أسطورية» تمارس حضورها بكل ما تستحقه احتفالات القبائل البدائية. الفكرة ونقيضها على السواء لها جمهور يراها تمثل «الحقيقة، القانون، القوة»... بلا مرجعية لأي منها... إنها مجرد «طقوس الخوف والحرب» لطرد الخطر أو الحفاظ على البقاء... في مواجهة عدو خرافي.
«نهاية العالم» يبدو أنها الآن... بالمعنى السياسي الذي لا يجعل سوى الاحتفال الطقسي علامة على الوجود.
ـ 3 ـ
لهذا لم يجد جون كيري مَن يسانده.
قالها واعتذر: إسرائيل عنصرية. حتى الذين ما زالوا يسمحون بأغاني العداء لإسرائيل لم يجدوا حماساً في الدفاع عن وزير الخارجية الذي أصبح ملعوناً... لأنه كشف بهفوة فرويدية ما يراد نسيانه في قضية «وجود اسرائيل».
لكن لا أحد التفت إلى ان هفوة كيري تشير إلى ما يمكن البناء عليه بالعودة إلى التعامل مع إسرائيل كمشكلة عنصرية، استيطانية وليست مجرّد صراع على حدود «دولة» مع جيرانها...
لا أحد نطق، ولا دعم الهفوة ليس لأنها هفوة، أو لأن كيري كان سيعتذر عنها بالتأكيد، ولكن لأن العنصري لا يفضح العنصرية ولو كانت من عدوه.
فالعنصرية نظرة ثقافية وإنسانية للعالم ستجد مَن يدافع عنها من المتعصبين ضد إسرائيل، كما أن هناك مَن دافع عن انتخاب رئيس مُقعد لأنه دفاع عن الذات، وعن الإعدام القياسي لأن القضاء كمؤسسات لدولة ليس إلا مسرحاً لرقصة القبيلة المنتصرة والمذعورة في آن واحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق