بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 18 مايو 2014

إسرائيل وأمريكا تستوردان نفطا من إقليم’ كردستان العراقي

إنضمت مصافي نفط إسرائيلية وأمريكية إلى قائمة متنامية من مشتري النفط الخام من إقليم كردستان العراق، الذي يخوض صراعا مريرا مع الحكومة المركزية في بغداد التي تقول إن المبيعات غير مشروعة.
وذكرت مصادر في قطاع النفط وخدمات تتبع مسارات السفن أن الولايات المتحدةإستوردت أولى شحناتها من النفط الخام من المنطقة قبل اُسبوعين، بينما إتجهت أربع شحنات على الأقل إلى إسرائيل منذ يناير/كانون الثاني بعد توجه شحنتين إلى هناك في الصيف الماضي.
كانت الحكومة العراقية قد قالت مرارا إن أي مبيعات نفطية تتجاوزها هي مبيعات غير قانونية، وهددت بمقاضاة أي شركة تبرم صفقات من هذا النوع. ومع هذا يباع نفط كردستان ونواتج تكثيفه الخفيفة لعدد من المشترين الأوروبيين. وترفض بغداد بيع النفط لإسرائيل مثلها مثل دول عربية اُخرى.
ورفضت وزارة الطاقة الإسرائيلية التعليق قائلة إنها لا تتحدث عن مصادر البلاد من النفط، بينما قال مسؤول كبير في وزارة النفط العراقية ان بغداد ليس لديها معلومات عن المبيعات لكنها تتحرى الأمر.
وقال المسؤول’إذا صحت هذه الأخبار فستكون هناك عواقب وخيمة لا محالة’. وأضاف’هذا تطور خطير جدا. طالبنا دوما المنطقة بالتوقف عن تهريب الخام العراقي بالشاحنات إلى تركيا…والآن إذا ثبت أن هذا صحيح فسيكون الأمر قد بلغ مبلغا بعيدا’.
وقال مسؤول في وزارة الموارد الطبيعية في كردستان من أربيل عاصمة الإقليم’الحكومة الإقليمية الكردستانية لم تبع نفطا خاما لمثل هذه الوجهات سواء بشكل مباشر أو غير مباشر’.
والأمر له تبعات إذ أن مبيعات النفط المستقلة لكردستان تتيح لها تلقي إيرادات خارج ميزانية بغداد، وهو ما يدفعها تجاه حكم ذاتي أكبر.
وبلغ التوتر مستوى جديدا هذا الاُسبوع بعد أن قال رئيس كردستان ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يسوق البلاد في إتجاه حكم شمولي، وهدد بخروج الإقليم من الحكومة الإتحادية.
وذكرت مصادر في قطاعي التجارة والشحن أن الصفقات تشمل شركات دولية كبرى لتجارة السلع الأولية، منها’ترافيغورا’وهي إحدى أكبر ثلاث شركات لتجارة النفط في العالم، لكن متحدثة باسم’ترافيغورا’إمتنعت عن التعليق.
وتجيء المبيعات في وقت تهدف فيه الحكومة الإقليمية الكردستانية وبغداد لإستكمال مفاوضات بدأت منذ فترة طويلة حول خط أنابيب مدته أربيل إلى تركيا لتجنب إحتكار الحكومة المركزية.
كانت أربيل قد بدأت في ضخ النفط الخام إلى ميناء جيهان التركي المطل على البحر المتوسط في يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها لم تشرع في بيعه أمام تهديدات بغداد بخفض الميزانية.
وقالت مصادر في قطاعي التجارة والشحن قريبة من الأحداث ان صهاريج التخزين في جيهان ممتلئة تقريبا الآن، إذ تحوي 2.4 مليون برميل. وقد يبدأ تصدير هذا النفط قريبا ربما في وقت لاحق هذا الشهر.
* تتبع الشحنات
بدأ إقليم كردستان العراق في بيع نفطه بمعزل عن الحكومة الإتحادية عام 2012 من خلال شاحنات حملت كميات صغيرة من مواد التكثيف إلى تركيا، ثم أعقبها نوعان من النفط الخام.
وتقول بغداد ان شركتها الوطنية لتصدير النفط (سومو) هي الجهة الوحيدة المخول لها بيع النفط الخام العراقي، لكن كل جانب يزعم أن الدستور في صفه. لكن ونظرا لأن القانون الخاص بشأن النفط والغاز ما زال محبوسا في مرحلة الصياغة، يظل هناك مجال للمناورة.
وتلعب شركة تركية اسمها’باورترانس′دور الوسيط للحكومة الكردية، وتبيع النفط للتجار من خلال مزايدات. وذهب معظم الخام إلى مدينة ترييستي الإيطالية، في حين ذهبت نواتج التكثيف إلى فرنسا وألمانيا وهولندا وحتى أمريكا اللاتينية.
وقالت مصادر شحن وخدمة’رويترز إيه.آي.إس لايف’لتتبع مسارات السفن ان الناقلة’مارينولا’أفرغت حوالي 265 ألف برميل من خام شايكان الثقيل الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت في مرفأ أويل تانكينغ في هيوستون الأمريكية في الأول من مايو/أيار.
ولم تتضح هوية الجهة المشترية، إذ أن المرفأ متصل بثلاث وعشرين منشأة تكرير وإنتاج وتخزين متفرقة بين ساحل خليج المكسيك وكاشينغ في ولاية اُوكلاهوما.
وذكرت المصادر أن شركة بتراكو للتجارة هي التي قامت بشحن الخام بمرفأ دلتا روبيس في دورتيول في تركيا وهو أحد ميناءين يصدران النفط التركي. وامتنعت الشركة عن التعليق.
وذهبت أربع شحنات على الأقل تحوي خاما كرديا إلى إسرائيل منذ بداية هذا العام. وذكرت مصادر تجارية أن محطة شركة’أويل ريفايناريز′الإسرائيلية في حيفا عالجت بعضه.
وقال تجار إن شركة’باز أويل الإسرائيلية التي تملك مصفاة قرب أشدود اشترت شحنتين على الأقل خلال الأشهر التسعة الماضية. وقال متحدث باسم’أويل ريفايناريز′إن شركته’تشتري نفطها الخام من مصادر مختلفة وفقا لإحتياجات المصفاة وأحوال السوق’، بينما نفت متحدثة بإسم’باز أويل’أن شركتها إستخدمت خاما كرديا.
وقالت المصادر أن بعض الخام الكردي تم تخزينه وحسب. وذكرت مصادر في السوق وشركات تَتَبُّع مسارات السفن أن شركة’موكوه’للتجارة ومقرها جنيف شحنت خام شايكان من ميناء درتيول في تركيا وأنه وصل إلى عسقلان في إسرائيل في 31 من يناير/كانون الثاني الماضي. وقال مسؤول في الشركة’المصافي الإسرائيلية لا تستخدم هذا الخام بالضرورة’لكنه رفض المزيد من الإفصاح.
وأرسلت’ترافيغورا’شحنة من الخام الكردي إلى إسرائيل على متن الناقلة’هوب إيه’التي توجهت أولا إلى عسقلان ثم إلى حيفا في الفترة من العاشر إلى الخامس عشر من فبراير/شباط الماضي.
وذكرت المصادر وخدمات تَتَبُّع السفن أنه تم تحميل السفينة’كريتي جيد’بالخام الكردي في تركيا ثم أبحرت إلى عسقلان في الثالث من مارس/آذار ثم إلى حيفا بعد بضعة أيام.
وتم تحميل الناقلة الثانية’كريتي سي’بالنفط الكردي في الخامس من مارس/آذار تقريبا، ثم رست أمام ميناء ليماسول في قبرص لكنها لم تفرغ الشحنة. وكانت شركة’بتراكو’هي التي قامت بتحميل الشحنتين.
وظلت الشحنة على السفينة وإنقطعت عملية تَتَبُّع سيرها في الفترة بين 17 و20 من مايو/أيار الجاري بالقرب من ساحل إسرائيل. وحين عاودت الظهور – وكانت لا تزال قرب إسرائيل- كانت خاوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق