بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 12 مايو 2014

◘ أسيمة دمشقية… تحب ألوان الحياة – ليندا عثمان

لوحاتها إشراقات لونية ترسمها على صفيح من ورق وقماش وعجائن, إنها التشكيلية أسيمة دمشقية مسؤولة اللجنة الفنية في النادي الثقافي العربي في بيروت, التي شاركت ضمن فعاليات المعرض التشكيلي الذي أقامه النادي تحت عنوان “معرض أعرض من معرض بين القديم والجديد” في تقنيات مختلفة قدمت “دمشقية” مشهديات حميمة, تدفع إلى التأمل والتدقيق بحساسياتها اللونية وبنائيتها وإيقاعها ضمن أواصر بصرية تحمل
الضوء كما الأجنحة التي تشرئب من الظلام إلى الولادة, وعناق الطبيعة والتماهي في موجوداتها وأعراضها ضمن ورشة تعبيرية وواقعية في آن.

أسيمة دمشقية المولودة في بيروت وهي تلميذة بيت الأطفال في ثانوية خالد بن الوليد التابعة لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت وخريجة كلية بيروت الجامعية (BUC) في الرسم والنحت والفنون الجميلة, أحبت الرسم منذ طفولتها كما قالت لنا عندما سألناها عن عوالمها الفنية والموسيقية “وبسبب التفرغ للبيت وتربية الأولاد ابتعدت قليلاً عن الرسم وكانت لي نشاطات خجولة وتجارب شخصية في هذا المجال لم تبصر النور, أنا الآن أنطلق من جديد”… التفاصيل في هذا الحوار:
ما علاقتك بالطبيعة والأمكنة?
الطبيعة والأمكنة تحفز الفنان على إبداع مشهدياتها ومكنوناتها, هي معادلة فنية وجمالية متجددة اختبارية تجريبية, فكل فنان يأتي إلى عالم الفن يجب أن يمر بدنيا الطبيعة, يعرج على الأمكنة, يسترق الضوء والظل اللذين يوشيان الأشياء, خصوصاً وهو يرسم الأماكن من الداخل, الغرف ومحتوياتها والزوايا النوافذ والبيوت والأروقة, الأشجار والينابيع, الزهور والحقول التي يتفنن في منظورها وأبعادها وانعكاسها في مراياه الداخلية, استرجاعها من الواقع والذاكرة. ففي نفس الفنان تتنفس الأشياء, الأنوار والظلال, ويستدرج المشهديات الداخلية إلى لوحاته وأنا كفنانة علاقتي بالطبيعة, علاقة صلاة وابتهال وتمجيد. وعلاقتي بالأمكنة علاقة ذكرى وذاكرة وطفولة وحنين.
كيف تصنفين لوحاتك?
لوحتي صريحة, شديدة الوضوح, انطباعية, تعبر عما في داخلي, تحمل ألوان الحياة.
لماذا أنتِ مقلة في إقامة المعارض?
لربما لأنني مقلة في الإنتاج أيضاً. وذلك لكثرة مشاغلي ونشاطاتي في مجالات عدة غير الرسم, كالموسيقى والعزف. فانا من عشاق الموسيقى والقديم منها والحديث, أحب الأصالة في الموسيقى والغناء, كما أشجع الأغاني الحديثة الراقية التي تحاكي الروح فرحاً وتفاؤلاً وعلى فكرة, أنا أعزف على البيانو وأعشقه وقد شجعت أولادي على تعلم الموسيقى والعزف أيضاً.
كيف تقرئين اللوحة التشكيلية?
أبدأ بقراءتها ككل أولاً, ثم أبدأ بالغوص فيها, فهناك لوحات تشدك من النظرة الأولى ومن بعدها تدخل إلى التفاصيل, اللون, له قراءته والخط, له قراءته. والمساحة وطريقة استخدامها, لها قراءتها أيضاً. وأنا من أنصار الإضافات الشخصية على اللوحات, مهما كانت ومهما خرجت عن الواقع فالفنان له الحرية المطلقة في الرسم والتعبير, ولا أحد يستطيع أن ينتقد أعماله. والنقد برأيي توجه شخصي بحت.
من أي معايير تختار اللجنة الفنية في النادي الثقافي اللوحة المشاركة في معرض الكتاب?
العمل الجيد له معايير عدة تتلخص بالجمال ككل, ثم التقنيات, فهناك تقنيات حديثة لا تعد ولا تحصى وتفتح أبواب الإبداع والتحليق على مصراعيها, الأحجام واللوحات الكبيرة لها مجالات أوسع في التعبير, وكذلك الألوان, كل تلك العوامل لها الفضل في اختيار اللوحات, حين تتواجد في الأعمال ككل.
ما علاقتك باللون?
أحب الألوان الصريحة الواضحة, أحب ألوان الحياة, الفرح, وللأسود عندي ميزة خاصة, وحضوره مع الأبيض ضروري في اللوحات. وأعشق التعامل مع الألوان بنظافة, فأنا أحب إعطاء كل لون حقه الكامل في أي عمل ولا أحبذ كثرة المزج كي لا يضيع المعنى والمغزى من اللوحة.
هل اللون قبل التعبير أم أن التعبير يأتي قبل اللون في اللوحة?
في الحقيقة, العمل يبدأ بالكروكي, أي من وجهة نظري التعبير الأولي ومن بعدها يرسم الكروكي بالحجم المطلوب, ثم يدخل اللون وتدخل معه المشاعر والأحاسيس في التفاصيل والحركة وكل ذلك يظهر في ضربات الفرشاة واتجاهات الأدوات المستعملة لإتمام العمل.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق