بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 مايو 2014

جمهورية العراق الكردستانية داود البصري

ابتزاز الأخوة الأعداء في التحالف الكردي العراقي فاق كل الحدود ووصل لدرجة مرعبة من التسلط والعنجهية وإنعدام الموضوعية وحتى العنصرية, فالإصرار على (تكريد) منصب رئيس جمهورية العراق وإعتبار الأمر بمثابة عرف مقدس وواجب التنفيذ, هو إهانة كبيرة لعموم العراقيين إضافة لكونه تشويهاً ممنهجاً لوجه العراق ولغالبيته العربية وتكريساً فظاً لمنطق دكتاتورية الأقلية بدعوى المظلومية الكردية وهي نفس النغمة النشاز التي يسير على إيقاعاتها المريضة التحالف الطائفي الشيعي متناسين إن المظلومية الحقة هي حالة عراقية وحتى عربية مشتركة وليست حكرا على فئة أوطائفة أوقومية دون أخرى, لا نمانع أن يكون رئيس الوزراء كرديا وأن يكون رئيس البرلمان كرديا وكذلك رئيس الجمهورية ولكن دون أن يصبح ذلك الوضع بمثابة عرف مقدس وأن تكون تلك المناصب السيادية حكرا على فئة دون سواها ؟, ما يفعله التحالف الكردي من إصرار على التحاصص هو إصرار فظيع على إستفزاز عموم العراقيين, وإذا كان السيد الرئيس السابق جلال طالباني قد تقلد ذلك المنصب في ظروف خاصة وضمن مواصفات قيادية وحركية عرف بها وتميز عبر تاريخه السياسي من خلال الحقب المتوترة التي مر بها العراق, فإن خليفته لايمكن أن يكون بمستواه النضالي أو الميداني, فإيراد إسم وزير الخارجية الحالي هوشيار زيباري كمرشح كردي قوي لمنصب رئيس جمهورية العراق بمثابة نكتة حقيقية وفضيحة سياسية, ومهزلة عراقية مضافة لمهازل أخرى توضح إن التوريث والتسلط العائلي ومافيات السلطة قد جعلت من العراق بأسره حديقة ألعاب لمن غلب وتمكن وهيمن وأستطاع أن يحول ذلك البلد العربي العريق والرائد لضيعة أوعزبة خاصة لمقاولي الأحزاب والتجمعات العرقية والطائفية, وقد كانت مبررات إختيار الرفيق هوشيار زيباري نجاحه في قيادة الديبلوماسية العراقية!! ولكن أي ديبلوماسية؟ والتي هي في الواقع غير موجودة رغم وجود سفارات عراقية عدة إلا أن مردوداتها العملية لا تشكل أي شيء, فزيباري ومنذ العام 2004 كان وزير خارجية دائماً ومخضرماً منذ أن جاء مع الإحتلال الأميركي من مقره اللندني وحتى اليوم!, وتكريد الديبلوماسية العراقية كان حالة شاذة وغريبة ومريضة أيضا, كون العملية السياسية في العراق لم تنضج لمستوى بناء دولة حقيقية بل تكريس إقطاعيات عائلية وطائفية وتكالب فظ على المناصب, وتكوين مافيات النهب والسمسرة السلطوية المريعة, ولايوجد في تاريخ العراق المعاصر من إستمر في وزارة الخارجية طيلة عقد كامل ومتواصل دون إنقطاع, فحتى شهيد العراق العظيم الراحل نوري باشا السعيد لم يمكث كل هذه الفترة في الخارجية ؟ ثم ما مؤشرات نجاح الكاكا زيباري ؟ هل هي في إعتبار جواز السفر العراقي الأسوأ دوليا بعد جوازات سفر الرفاق في أفغانستان والصومال؟ أم في علاقات العراق المتوترة مع محيطه العربي بعد الإنخراط والتورط في الحرب السورية ومساندة نظام القتلة في دمشق؟ أم أن نجاحه المتميز يكمن في (بيشمركة) السفارات العراقية في الخارج ؟ وهل من شروط من يكون رئيسا لجمهورية العراق أن يكون حاملا لكرش عظيم أوله في زاخو وآخره في أم قصر؟ ملف الخارجية العراقية من أبشع الملفات, فلا توجد أية إنجازات حقيقية على صعيد كسب الإحترام الدولي للعراق, فجماهير العراق ما زالت هائمة تبحث عن اللجوء وتتستر بهويات وجنسيات أخرى طلبا للجوء كما يفعل بعض العراقيين اليوم وحيث يتقدمون لطلب اللجوء تحت دعاوى مزيفة بكونهم سوريين!!؟, ثم ماذا قدمت وزارة الخارجية العراقية من خدمات للعراقيين سوى كونها مركزا لإستنزاف أموال الشعب والدولة على مهام ديبلوماسية فاشلة وعلى شراء البيوت الفاخرة جدا والباهظة الأثمان للسفراء التنابلة من أهل المحاصصة كما حصل في مملكة النرويج وغيرها من الممالك والأمصار؟ يريدون تحويل هوشيار زيباري ليكون رئيسا لجمهورية العراق بعد عشرة أعوام عجاف في الخارجية وهوفي نفس الوقت خال رئيس جمهورية كردستان الجنوبية (مسعود بارزاني)!! لقد تلاقفوها وأيم الكعبة! وتلاعبوا بها تلاعب الكرة, ونجحوا نجاحا مبهرا في الإنتقام من العراق والعراقيين وتكريد المناصب والمسؤوليات والشفط من الميزانية الإتحادية بطريقة إبتزازية فظة ورثة… وطبعا لا نلوم الأحزاب الكردية في سطوتها وتمددها وتوسيع مجالها الحيوي لأنه ببساطة لايلام الذئب في عدوانه إن يك الراعي عدوالغنم,… وسبب دمار العراق وتسيدالشوفينيين والإنتهازيين واللصوص هوتلكم الأحزاب الطائفية السقيمة من كل الأطراف والتي بضعفها وهوانها ورغبتها العارمة في النهب والانتهازية سمحت أن يكون العراق لقمة سائغة لكل طماع أثيم وإنتهازي بعد أن انهارت الدولة وتشتت المجتمع العراقي المشتت أصلا, تكريد رئاسة جمهورية العراق إمعان في مسلسل الفشل العراقي العظيم… العراق يا سادة لن يكون سوى عربي الوجه واليد واللسان… ومن لا يعجبه ذلك فليقرر مصيره.. أويشرب من البحر.
                                                                                                                                                                                                                       كاتب عراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق