بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 سبتمبر 2013

ضربة عار! -صالح الغنام


لا يشكك أي منا بوحشية ودموية نظام البعث في سورية, ومع ذلك, ومهما ارتفع منسوب الإجرام لدى هذا النظام, لا يمكن لعربي أو مسلم القبول بأن تدك آلة الشر الأميركية معقل العروبة وتدنس بغبار قنابلها ما فيها من مقدسات إسلامية. وحتى في حال حققت الضربة الاميركية الشيطانية أهدافها, سواء بعملية محدودة أو واسعة النطاق, لا يحق لثوار سورية الفخر بنصر تحقق عن طريق الاستقواء بالأجنبي, بل يستحيل عليهم أن يرفعوا رؤوسهم ويباهوا بنصرهم كأحرار مصر وتونس. نعم يستحيل عليهم أن ينالوا هذا المجد, وسيكون شأنهم, شأن قادة ثوار ليبيا, ممن يستحي الواحد منهم المجاهرة بالزهو والتلذذ بحلاوة النصر, لإدراك كل منهم, ان الفضل لا يعود لهم, وإنما لمؤامرة تدمير بلادهم بصواريخ وطائرات أميركا والغرب!       
لكل شعب مطالب, وطبيعي أن تنتصر الشعوب وتعين بعضهاً بعضاً لتحقيق المطالب المشروعة سلميا, إلا أن ثورة ليبيا افتقدت تماما تعاطف الشعوب الأخرى, فالثوار الليبيون, لم تكد تمر 36 ساعة على اشتعال شرارة الثورة حتى هاجموا مراكز الشرطة وداهموا مخازن الأسلحة التابعة للجيش, فأوصلوا للعالم الخارجي رسالة سلبية, أظهرتهم بصورة مخربين ودعاة حرب. وعلى الساحة السورية تكرر المشهد الليبي مع اختلاف طفيف, فاللجوء للقوة ومواجهة العنف بالعنف بدأ بوقت مبكر نسبيا, وقد كان ل¯ "إخونجية" الأردن المعروفين ب¯ "الجلافة" اليد الطولى في إمداد الثوار بالسلاح وتسخين الساحة السورية, رغم إن "إخوان" سورية آنذاك كانوا يراقبون بتحفظ لاعتبارات عدة, أهمها وجود خالد مشعل في سورية, وهو من دبج أروع قصائد النفاق بالأسد وقرع القرضاوي شر تقريع!
لقد راقت لعبة الدم ل¯ "إخوان" سورية, فركبوا رؤوسهم واختاروا لغة العنف بدلا من التفاوض, ومن أجل ذلك استقدموا تفريعاتهم الإرهابية ليشاركهم وليمة القتل والتنكيل باسم النضال وإسقاط النظام, وأشهد, إن أفعالهم إن لم تزد وحشية ودموية عن اجرام النظام فإنها لا تقل عنها, بل إنهم ارتكبوا من المجازر والفظائع والسلب والنهب والاغتصاب والقتل على الهوية ما يجعلنا نشك في سلامة دينهم, ونشتبه أصلا إن كانوا مسلمين موحدين. البديل الجاهز في سورية, يماثل النظام القائم فتكا وإجراما, لذلك لن نفرح لأي منتصر منهما, ولن نفرح بمخطط الصهاينة والأميركان الداعي إلى تقسيم الأمة العربية وتفتيتها إلى دويلات... شعار ضربة العار الاميركية: ما لا ينجح ببنادق "الإخوان" ينجح بصواريخ "الأميركان"!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق