بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 31 أغسطس 2013

كيف تكتشفون الجواسيس بينكم؟ ماجدة موريس

على الشاشات المصرية الآن جدال صاخب حول الماضي والحاضر، ولا شيء للمستقبل إلا نادراً، وقد يتساءل المرء: ولماذا الماضي؟ فيأتيه الرد من مصادر عدة أن الحكاية لم تنته بعد، وأن الملايين الكثيرة من المصريين الذين خرجوا للتخلص من حكم «الإخوان» لا يساوون في نظر «الطرف الآخر» ومتحدثيه إلا بضعة آلاف ساهم برنامج «الفوتوشوب» في تكبير أعدادهم على رأي قناة «الجزيرة» (مباشر مصر) التي وضعت مقعدها الأساسي في اعتصام رابعة واشتغلت على معدات التلفزيون المصري التي كان استولى عليها المعتصمون، قبل أن يفض الاعتصام وتعود «الجزيرة» إلى موقعها المكتبي متجهة منه إلى مخابئ سرية لـ «الإخوان»، ومنها مخبأ محمد البلتاجي القيادي الشهير الذي يطارده الأمن، لكنه يخرج صوته على «الجزيرة» في حوار مساء الاثنين الماضي ينفي فيه كل شيء فعله هو والآخرون.
والطريف أن البلتاجي لم يكن وحده مفاجأة الشاشات في ذلك اليوم، وإنما أيضاً ضيف آخر، من خارج مصر، وهو رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الذي ظهر في اجتماع يتحدث عن «الإخوان» ومآثرهم ويبكي على رحيل مرسي (الذي كان سينتشلهم من الفقر) ويؤكد للعالم أنها مؤامرة من الجيش والفلول التي لا تريد لمصر خيراً، وليصبح الأمر سيركاً وليس لغزاً، وكل يغني على ليلاه. فالتلفزيون المصري الذي يرفع شعار «مصر تحارب الإرهاب» بالإنكليزية، وكذلك القنوات الخاصة تعمل جاهدة لفضح ممارسات «الإخوان» أثناء حكمهم القصير.
وإذا أردنا الصدق لقلنا إن الشاشات تطرح علينا صوراً من الحرب وآثارها، لكنها لم تطرح على أي مشاهد صورة إيجابية واحدة عن المستقبل القريب. صحيح أنه ليس مطلوباً من الإعلام أن يكذب، وليس مطلوباً من الشاشات فبركة صور، لكنّ المطلوب المساهمة في صناعة الأمل لدى ملايين أنهكهم الموقف السياسي أثناء حكم «الإخوان» وحتى الآن، وزادت آلامهم حين أوصى بعض وسائل الإعلام بأن الإفراج عن مبارك من الحبس الاحتياطي هو إفلات تام من العقاب على غير الحقيقة... إضافة إلى الإغراق في البحث عن تاريخ «الإخوان» منذ أيام الملك فاروق وقدراتهم الخارقة في التنظيم في الوقت نفسه الذي يواجه فيه المشاهد قدرات أخرى في الكذب والإنكار لمن وقف منهم أمام المحققين متهماً بالتحريض على القتل وتهم أخرى.

وأخيراً دخل الإعلام المصري المرئي في حكاية «الطابور الخامس» القائم والصاحي والذي بدأ يظهر بوضوح الآن مطالباً بحقوق الإنسان للبعض من دون الآخرين وهو ما دعا مقدم برنامج «الشعب يريد» على شاشة «التحرير» إلى محاولة جذب جمهور أكبر من خلال مقدمة قال فيها مساء الثلثاء إنه يستضيف خبيراً أمنياً كبيراً سيحكي للناس كيف يمكنهم اكتشاف الجواسيس بينهم... ويا للهول
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق