بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 12 سبتمبر 2013

الرئيس السوري ربح وقتا فقط ألون بنكاس


تفي الوقت الذي سيتذكرون فيه في امريكا، الذكرى السنوية الثانية عشرة لأفظع هجوم ارهابي في التاريخ، سيحتفل بشار الاسد بيوم ميلاده الثامن والاربعين.
ربما يظن الاسد أنه انتصر. وربما قال له الاصدقاء في طهران ذلك، وربما تركه بوتين يعتقد ذلك، لكن الاسد في واقع الامر ربح وقتا، لكنه وقت آخرين. فقد قال له بوتين في واقع الامر: ‘اعداد (روسي) أم سعر (امريكي)؟’، وأصبح الاسد الآن معززا. وهو مدين لايران وحزب الله وروسيا لكنه ما زال مستهدفا من قبل الولايات المتحدة.
إنهم على نحو عام يدعون الاتفاقات حتى نهاية الازمة، والازمة السورية بعيدة عن نهايتها، ولم تسقط العملية العسكرية بالضرورة من جدول الاعمال، وما زالت الخطة الروسية لايداع السلاح الكيميائي في أيدٍ دولية في مهدها، لكن ما كان يبدو قبل ايام معدودة ازمة نهايتها عسكرية حُول الى الساحة السياسية، ولهذا يمكن أن نُجري حسابا مرحليا يُبين المنتصرين والخاسرين.
إن قائمة الخاسرين واضحة جدا، وهم عشرات آلاف السوريين الذين من المنطق أن نفرض أنهم سيُقتلون في السنة القريبة (لكن لا بسلاح كيميائي)؛ والاردن الذي سيتحمل طوفانا من اللاجئين ليس من الواضح هل يستطيع أن يستوعبه؛ وتركيا اردوغان التي أظهرت حدود قوتها باعتبارها ‘قوة اقليمية’ ووسائل تأثيرها الضئيلة في الولايات المتحدة؛ والسعودية التي تبين لها أن استقلال الولايات المتحدة في شأن الطاقة بدأ يؤثر في مبلغ إصغائها الى مواقفها.
‘أما قائمة المنتصرين فأقل وضوحا وهي:
*الولايات المتحدة: رغم أنها أدارت الازمة بصورة غير منظمة ومترددة، بلا مصالح امريكية تثبت لامتحان حفظها أو احرازها، أوحت بصدق التهديد باستعمال القوة العسكرية على سورية، وأحدثت أثر الردع ولولا ذلك لما جهدتروسيا في عرض خطتها قبل التصويت في مجلس النواب الامريكي بلحظة واحدة. فلو كان اوباما على شفا خسارة في مجلس النواب، ولو أن الضربة العسكرية التي خُطط لها كانت محدودة علنا فلماذا هب الروس لاقتراح الخطة؟
* اسرائيل: اذا جُردت سورية من السلاح الكيميائي فهو انجاز مهم لاسرائيل. وقد سكتت بحكمة كبيرة ولم يثبت تجنيد االايباكب نفسها للرئيس اوباما للامتحان، ولم يضر أصلا بصورة اسرائيل.
*روسيا: اذا أخذنا في الحسبان أن روسيا ليست من القوى العظمى، فانها حافظت على مصالحها الضئيلة في المنطقة، وهي موطئ قدم في مسار سياسي وحفاظ على ميناء طرطوس. إن انجاز بوتين محدود في الوقت والسعة لأنه لم يجعل روسيا مهيمنة على المنطقة، ولأنه جعل نفسه هو والاسد شيئا واحدا ولم يضر البتة بالولايات المتحدة، التي هي أصلا في مسار انفصال تدريجي عن الشرق الاوسط.
‘إن الكلام السخيف الذي يقول إن بوتين خدع اوباما واحتال عليه لا يأخذ في الحسبان أن الازمة السورية أكدت عدم الاهتمام الامريكي بما يجري في الشرق الاوسط، في مقابل الضغط الروسي للحفاظ على مصالح غير عالمية كليا.
‘وماذا عن الاسد؟ ربح من وجهة نظره وقتا ونوعا من الشرعية (يعبر عنها أنهم يُجرون تفاوضا معه)، وبيّن أن له وسائل ضغط سياسية لكن هذا لن يغير مصيره في الأمد البعيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق