بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 سبتمبر 2013

فرصة لإسقاط النظام وإنقاذ لبنان - علي حماده



علي حماده
حتى كتابة هذه السطور لم تكن الولايات المتحدة باشرت ضربتها العسكرية للنظام في سوريا. لذلك لن ندخل في التكهنات، فالمهم ماذا بعد الضربة؟

اسوأ السيناريوات ان تكون الضربة "عقابية" محدودة بهدف ابلاغ رسالة الى النظام في شأن استخدام الأسلحة الكيميائية. ففي هذه الحالة سيخرج بشار في اليوم التالي ليعلن "النصر الإلهي " رقم - ٢ اسوة بالسيد حسن نصرالله غداة حرب ٢٠٠٦ الكارثية. وانطلاقا من اعلانه النصر، سيتمتع بزخم معنوي وسياسي وعسكري وبدعم ميداني من الايرانيين وذراعهم "حزب الله" لتحسين وضعه على الارض، وتالياً تحسين موقعه التفاوضي تحضيرا لـ"جنيف -٢". والمأمول من "جنيف-٢ " ان يكون مؤتمرا دوليا لحل الازمة السورية عنوانه مرحلة ما بعد آل الاسد وبطانتهم المقربة بكاملها. فبشار ومن حوله لا يمكن في أي حال ان يكونوا جزءا من مستقبل سوريا مهما صار.
انطلاقا مما تقدم يصير السيناريو الافضل هو ان تأتي الضربة الاميركية بزخم كاف يخلخل النظام، ويفتح الباب واسعاً امام تقدم قوات الثورة في اتجاه العاصمة واختراقها لانتزاع شرعية الوجود في عاصمة الدولة السورية. وبالمستوى نفسه في الاهمية لا بد من ان تفتح الضربة متى كانت قوية بما يكفي لزعزعة النظام الباب امام هزيمة ايران الميدانية في سوريا ومعها بطبيعة الحال "حزب الله" الذي ينبغي ان يهزم في سوريا مهما كلف الامر. وإلا فإن الحرب في سوريا مستمرة لسنوات طويلة. ومن يتحدثون اليوم عن مئة الف قتيل سيتحدثون بعد عام عن مئتين او ثلاثمئة الف.
لا مناص من استغلال الثورة الفرصة الذهبية التي قد تتوافر لها عبر الضربة الاميركية. ولا بد لها من ان تستميت للبناء عليها، لان الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى قبل سنوات طويلة. المطلوب اذا التفكير في إسقاط النظام في كل مكان مهما بلغت الكلفة. هذه هي مهمة "الجيش السوري الحر" بكل مكوناته والويته، ومهمة جميع الدول الداعمة، عربية كانت أم غربية. يبقى أن نرى ما هي حدود الضربة الاميركية. ماذا عن لبنان في خضم هذه المعمعة؟ ثمة مشكلة يتسبب بها "حزب الله" منذ ان تورط في قتل السوريين على أرضهم تلبية لقرار من المركز في طهران: هذا التورط يجب ان ينتهي اليوم قبل الغد، كيفما أتت الضربة. وعلى الحزب أن يعيد مقاتليه الى لبنان من دون ابطاء. كما انه مطالب بأن يدرك ان للتورط حدودا، وان اي محاولة لتوسيع دائرة الازمة عبر شن حروب جديدة أكان من الجنوب أم غيره مرفوضة لبنانيا، ولن تكون أي مغامرة في هذا الاطار شبيهة بمغامرة ٢٠٠٦ البائسة. مطلوب من "حزب الله" أن يعي أن كل الابواب مفتوحة امامه للانخراط في العملية السياسية اللبنانية الداخلية، وانما من دون سلاحه. لا شرعية لهذا السلاح. يجب ان نذهب جميعا الى طاولة الحوار الوطني الجدي للبحث مع "حزب الله" بكل ايجابية في الاجراءات العملية وروزنامة تسليمه السلاح الى الدولة اللبنانية لينتقل الى العمل السياسي المشروع والطبيعي اسوة بكل القوى السياسية اللبنانية الاخرى. هذه هي الوسيلة الوحيدة لانقاذ لبنان من شظايا ازمات المنطقة المتكاثرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق