بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 5 سبتمبر 2013

لا ضرورة لكل هذا ! -صالح القلاب

أليس من الأفضل أن يقْتَصد الأردن «الرسمي» في تصريحاته بالنسبة لسوريا وأوضاعها المتأزمة والمتفاقمة إذْ لا ضرورة أن تتكرر التأكيدات وأكثر من مرة في اليوم الواحد على أن هذا البلد لن يكون منطلقاً لأي عمل عسكري ضد «الشقيقة» المجاورة فـ»خير الكلام ما قلَّ ودل» ومن لم يقتنع بما نقوله عشر مرات لا يمكن أنْ يقتنع بما نقوله ألف مرة.
إن المفترض أن القلوب نظيفة وأن النوايا نقية وأن «الأشقاء» في الدولة العزيزة المجاورة الذين بقوا يراقبون الحدود المشتركة بيننا وبينهم قد إقتنعوا بعد نحو ثلاثين شهراً من إنفجار أزمتهم التي بدأت تدخل أخطر مراحلها على الإطلاق بأن الأردن يقول «الحقيقة وليس غير الحقيقة» عندما يؤكد على أنَّ أراضيه لن تكون منطلقاً لأي عمل عسكري ضدهم.
ولهذا فإنه لا ضرورة لتكرار هذا التأكيد مرات عدة في اليوم الواحد فالمفترض أنَّ مراقبة الحدودالمشتركة أثبتت ومنذ البدايات أننا صادقون وأننا لسنا من الذين يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً آخر وإننا أيضاً لسنا من الذين يقبلون بأنْ تُغمزَ جوانبهم كتغماز التين ولا من الذين يخيفهم التلويح بالقبضات الواهنة والذين ترعبهم «المراجل» الفارغة التي لم يختبرها أصحابها إلاَّ في الداخل وعلى شعوبهم.
لا ضرورة إطلاقاً لإستمرار التأكيد ويومياً على أن الأراضي الأردنية لن تكون منطلقاً لأي عمل عسكري في إتجاه الشقيقة العزيزة سوريا فالمفترض أن المسؤولين السوريين يعرفون هذا معرفة أكيدة والمفترض أنهم غدوا على علمٍ يقين بأن «الضربة العسكرية» المتوقعة وفي أي لحظة ستكون من البحر بالصواريخ وبالطائرات القاصفة والمقاتلة وربما أيضاً يقتضي الأمر بـ»الكوماندوس» المحمول جواً للسيطرة على مخازن الأسلحة الكيمياوية.
لكن ونحن نقول هذا ونؤكده ونواصل التأكيد على أنَّ الأراضي الأردنية لن تكون منطلقاً لأي عملٍ عسكري في إتجاه سوريا فإنه على كل من تعنيهم هذه المسألة أنْ يعرفوا بدون شكوك ولا تذمر ولا عقلية تآمرية إنه علينا كدولة موقعها هذا الموقع من واجبها أن تحمي شعبها وكل المقيمين على أرضها وبالطبع في مقدمتهم الأشقاء السوريين من نزلاء المخيمات وغير نزلاء المخيمات، أنْ نأخذ بالمثل القائل :»لا تنام بين القبور ولا تحلم أحلاماً مزعجة» وأنه علينا أن نستعد لأسوأ الإحتمالات وحقيقة أن هناك إحتمالات أكثر من سيئة كثيرة.
إنه من غير الممكن إلاَّ أن نكون مستعدين لكل شيء فالتجارب علمتنا أنه صحيح كل الصحة ذلك المثل القائل :»من مأمنه يؤتى الحذر» وعلمتنا أيضاً أن من إعتاد الغدر بأهله غير مستبعد أن يغدر بأشقائه.. ثم وعندما تكون المنطقة تغلي على هذا النحو فإنه علينا أن نتوسد سيوفنا وهي مسلولة من أغمادها وأنه علينا أن يكون نومنا كنوم الذئب :»عين مفتّحة وعين مغْمضة»!!.. إن هذا هو الواقع.. وإنه :»من مأمنه يؤتى الحذر»!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق