بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 1 سبتمبر 2013

الكنيسة تحذّر من انهيار اقتصادي واجتماعي - دنيز عطالله حداد


«في كل المشهد المأساوي الذي يحيط باللبنانيين ثمة شيء ايجابي وحيد: لم نعد نعيش على شفير الهاوية. لقد سقطنا فيها.»! يقول مرجع كنسي هذا الكلام «ليس من باب زيادة الاحباط والخوف والقلق لدى اللبنانيين، وهم يعيشون كل ذلك وأكثر، بل على العكس تماما». يعتبر اننا «نعيش في أحلك الظروف وما من قعر أعمق من الهوة التي نحن فيها. لذا لا بد للبنانيين من اعادة اختراع صيغ جديدة خلّاقة في الاجتماع والاقتصاد والثقافة، قبل السياسة والسياسيين الميؤوس منهم».
يذكّر المرجع بكلام «البطريرك بشارة الراعي الذي دعا الى عقد اجتماعي جديد، فاستنفر بعض السياسيين معتبرين أن هذا الكلام يوافق بعض الأهواء السياسية. لكن الحقيقة أن هذا الطرح كان خارج السياسة بمفهومها اللبناني الصغير. هو على تماس مع اليومي المعاش لدى الناس في توافقاتهم الاجتماعية وفي سلم القيم التي يبنون ويؤسسون عليها عائلاتهم وأوطانهم. هو النظرة الى التربية والتعليم وما نريد منهما. هو المقاربة الاقتصادية للبلد الذي يكاد يشهر افلاسه. هو اعادة تلاقي اللبنانيين حول ما يجمعهم لتعزيزه، وما يفرقهم لتذليله. لكن المأساة أن السياسة في لبنان في مكان والواقع في مكان آخر».
يقول المرجع إن «الطبقة السياسية مشغولة بكل ازمات المنطقة ومعنية بها. اما اللبنانيون فمتروكون لضبابية مصيرهم على كل المستويات». يتوقف، وهو المعني بشكل مباشر بعدد من المدارس والمؤسسات التربوية، عند بداية شهر ايلول «وما يعنيه لغالبية الناس من استحقاقات، سواء لجهة المدارس والجامعات او لجهة الايواء والتدفئة. فاذا كان بساط الصيف واسعا، على ما يقال، فإن الشتاء لا يرحم اللبنانيين. فكيف اذا كانوا يستقبلون على ارضهم ما يوازي نصف عددهم من طالبي اللجوء والعمل والامان؟». يضيف «منذ سنوات والمؤسسات التربوية الكاثوليكية تعيش عجزا يتضاعف سنة بعد اخرى. نحاول مساعدة اكبر قدر من ابنائنا على التعلم لان هذا رأسمال لبنان وغناه الحقيقي. لكن مؤسساتنا في غالبيتها الساحقة واقعة تحت اعباء الديون وغير قادرة على مضاعفة مساعداتها للطلاب وأهلهم». ويختم موجها صرخة الى المسؤولين أن «ينتبهوا قليلا الى حاجات المواطنين. لقد أوصلتنا انقساماتهم السياسية الى الانغماس في لعبة اكبر من البلد وقدراته. والكنيسة التي لم تتوقف يوما عن دعوة اللبنانيين الى التلاقي والحوار والتضامن وخلق شبكة امان داخلية تحمينا حين تهب العواصف من حولنا، تسأل السياسيين ماذا سيفعلون وقد بتنا اليوم في قلب العاصفة؟ وتراهن على ما تبقى من مواطنين يشعرون بالانتماء الى هذا الوطن والى بعض المجتمع المدني ليقفوا مدافعين عن آخر ما تبقى من هيكل الدولة والوطن».
يخلص المرجع الكنسي الى أن «اوجاع الناس لم تعد تحتمل التسويف والمماطلة. لقد حان الوقت ليجدد اللبنانيون وعودهم في بناء وطن. هي الفرصة الاخيرة التي تبدأ من انقاذ ما تبقّى والبناء عليه مجددا، والا فاننا نكون نكتب بأيدينا انحلال لبنان وتفككه»










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق