بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 سبتمبر 2013

شوفوا وتعلموا! - صالح الغنام

ماذا نشعر في قرارة أنفسنا أن كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية, تحظيان بمكانة خاصة لدى معظم الشعوب العربية? الجواب وفقا لاجتهادي الشخصي, يتمثل في أن الإمارات والسعودية ناس "شقردية" و"جدعان" وأهل "فزعة". والسلطة في هذين البلدين, تبادر تلقائيا إلى اتخاذ مواقف رجولية وشجاعة ضد كل من يتطاول ويتجاسر أو يمس كرامة أي بلد عربي شقيق, هكذا تفعل الدولتان ذلك تلقائيا, من دون طلب, وبلا فضل أو منة. ولنا على هذا عشرات الأمثلة, يأتي في مقدمتها إيقاف صحيفة "الاتحاد" الإماراتية كاتبا كويتيا عن الكتابة فيها بسبب آرائه الداعمة للحراك الفوضوي الذي كان دائرا في الكويت. تخيلوا, الرجل لم يُذنب, ولم يكن لكتاباته ولا حتى تصريحاته أي تأثير أو قيمة, ومع ذلك طلبت منه الصحيفة أن يريها جمال خطوته وعرض أكتافه, إكراما للكويت ولنظامها الحاكم!
في السعودية, تكرر المشهد, حين اتخذ الأمير الوليد بن طلال موقفا مماثلا لموقف الصحيفة الإماراتية, ولأن الناس مقامات, فقد اكتفى سموه بكتابة تغريدة في "تويتر" كانت كفيلة بإنهاء خدمات مدير قناة "الرسالة" المعروف بميوله ال¯ "إخونجية" وآرائه المناصرة لتحركات "الإخوان" في مصر والكويت. هاتان الدولتان - الإمارات والسعودية - "ما عندهم يمه ارحميني" ومخزون المروءة الوافر لديهما يجبرهما على اتخاذ إجراءات قاسية بحق كل من يتهجم على نظام شقيق أو شخصيات تمثل الأنظمة الشقيقة, لذلك, تحمل الشعوب العربية لهاتين الدولتين كل المحبة والود والتقدير تأسيا بمقولة: "من يحترم كبيرنا ويذود عنه, نحترم كبيره ونذود عنه". وعلى هذا, أتصور بأننا في الكويت في أمس الحاجة للاقتداء والمبادرة بمثل هذه المواقف النبيلة, إن لم يكن من باب "الفزعة", فعلى الأقل من باب الحفاظ على العلاقات الثنائية بيننا وبين بقية الدول الشقيقة.
وأتصور أن الفرصة سانحة, فالناشط السياسي عجيل النشمي, لم يتوقف منذ ثورة 30 يونيو وخلع مرسي, عن مهاجمة النظام الحاكم في مصر, وتقريع الفريق عبدالفتاح السيسي, ووصفه بالخسة والإجرام وبأنه قتل خلال شهر ما لم يقتله أسلافه في 60 عاما. لذلك, فإننا حين نطالب باتخاذ إجراءات حازمة, ليس لأن النشمي, انتقد فنانا مصريا أو لاعب كرة, وإنما هو وجه سهامه ضد رجل يراه المصريون القائد الملهم, وبطل جيشهم الباسل, ثم أن النشمي ليس رجلا عاديا, فهو أستاذ جامعي, ورئيس رابطة علماء الشريعة في "مجلس التعاون", وممثل الكويت في مجمع الفقه الإسلامي, ورئيس الهيئة الشرعية لبيت الزكاة, وعضو هيئة الفتوى بوزارة "الأوقاف", فضلا عن أن له برنامجا إذاعيا يوميا. إذن, فنحن نتحدث عن رجل له وزنه, وبالتالي لا يمكن تجاوز أقواله المستفزة لنظام شقيق, والسماح بمرورها من دون اتخاذ موقف حاسم, لا يقل حزما عن مواقف الشقيقتان الإمارات والسعودية!   
                        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق