لا يخفى على احد ان الحملة المصرية الرسمية على حركة حماس واتهامها بالمساهمة في اعمال العنف والفوضى , تأتي في سياق عزل اخوان مصر عن قاعدتهم الخلفية المتمثلة بحركة حماس في قطاع غزة . القيادة المصرية ستفعل كل ما بوسعها من اجل الاطاحة بحماس وحكمها التي تعتبر بمثابة امارة مستقلة للتنظيم العالمي للاخوان المسلميين والتي سوف تبقى بحسب اعتقادهم تشكل عامل عدم استقرار في الساحة المصرية .الا ان المساعي المصرية لن تنجح في اسقاط حماس ولا حتى في اضعافها فالتنظيم العالمي للاخوان لن يتخلى بسهولة عن امارته المستقلة في غزة وسيدعمها بكل امكانياته فغزة بالنسبة اليه فرصة ثمينة لن تتكرر وخروجه منها يعني الضربة القاضية للتنظيم الذي بدأ ينحسر في ساحاته لاسباب وعوامل عدة .اسرائيل بدورها لها حساباتها فبقاء حماس يعني بقاء الانقسام الفلسطيني الذي يوفر لها مبررات عدم الالتزام بحل سياسي مع السلطة الفلسطينية بحجة ان غزة خارجة عن سيطرتها .القيادة المصرية ليس امامها من خيار الا بالتفاهم مع حماس بما يضمن تحييد الحالة الاخوانية في غزة ومحاولة عزلها عن عمقها المصري وهذا لن يكون ممكنا الا اذا دفعت مصر معبر رفح البري الخاص بالافراد والمعبر التجاري ثمنا لهذا الحياد المؤقت لان مشكلة مصر ليست مع حماس ولا اخوان مصر بل مع التنظيم العالمي للاخوان المسلمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق