بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 سبتمبر 2013

الأسباب الخفية لتأجيل الضـربة الأميركية ..!! - رشيد حسن


ثلاث قضايا رئيسة اكدها محمد حسنين هيكل في حواره المطول مع فضائية “سي.بي.سي” المصرية،  وهو يتحدث عن الأزمة السورية. “الأولى” - لا ضربة عسكرية أميركية لسوريا.
“الثانية” - يرجح أن النظام لم يقم بالتفجير الكيماوي.
“الثالثة” -  عدم وجود بديل قوي  للأسد يحظى باجماع وطني،  وقادر على توحيد سوريا.
وفي شرح أسباب عدم قيام واشنطن بضرب دمشق،  أشار الى جملة  حقائق ومعطيات واسباب أهمها: “ أن واشنطن  لم تتأكد تماما  بان النظام هو الذي قام بالتفجير الكيماوي الآثم في الغوطة بضواحي دمشق،    ولو  تأكدت لشهدنا خطابا اميركيا مختلفا تماما عما طرح... فالتقارير التي قدمتها اميركا لمجلس الامن،  تستند الى معلومات  استخبارية فرنسية واسرائيلية””..  يضاف الى ذلك الاوضاع الاقتصادية الاميركية،  والتي لا تشجع على الحرب- رغم تحسنها مؤخرا،  و رغم تعهد دول عربية بتمويل هذه الحرب.
وجاءت مداولات قمة ستراسبورغ  لتدفع بهذا الاتجاه بعد معارضة تسع دول  كبرى،  في مقدمتها الصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل واندونيسا، اكبر دولة اسلامية،  يضاف الى ذلك الموقف الروسي الصلب الرافض للتوجه الاميركي،  والملتزم بتسليح سوريا ومساعدتها اقتصاديا.
تزامن مع كل ذلك،    نتائج استطلاعات الرأي،  والتي تؤكد بان الشعب الأميركي”74%” منه، والشعوب الاوروبية،  وكافة شعوب العالم  ترفض هذه الحرب،  وقد توجت بموقف مجلس العموم البريطاني الذي اجهض خطط كاميرون،  وشكل منعطفا خطيرا في مسار الخطط الاميركية – البريطانية - الفرنسية.
هذه الاجواء بمجملها، هي التي دفعت الكونجرس الاميركي الى معارضة الرئيس ما دعاه الى تأجيل التصويت،  أو بالاحرى الى تأجيل الحرب أو الغائها.
المعلومة الثانية التي اكدها هيكل هي ترجيحه بان النظام لم يقم بارتكاب جريمة التفجير الكيماوي،  عازيا ذلك لعدة اسباب اهمها:
اولا-  ان النظام حقق انتصارات في الآونة الأخيرة،  بدءا من معركة القصير مرورا بضواحي دمشق،    فهو غير مضطر للقيام بهذا التفجير.
ثانيا-  لا يعقل ان يقوم باستعمال الاسلحة الكيماوية  في ضواحي دمشق في الوقت الذي تتواجد فيه  البعثة الدولية للتحقيق في استعمال هذه الاسلحة،  خاصة وان مكان التفجير  يبعد  حوالي “30”كم عن الفندق الذي ينزل فيه المفتشون الدوليون،  وهذا يعني ان النظام قد اختار الانتحار اذا ما قام بارتكاب هذه الجريمة..!
 ومن هنا يرجح ان من قام بهذه الجريمة هم من المعارضة المسلحة  والذي اصبح من الصعب السيطرة عليها في ظل اعدادها الكبيرة،  ما بين  60 الى 70 الفا،  من  “48 “ جنسية،  وقد تعددت ولاءاتها وانتماءاتها..! وفي هذا يرى هيكل ان الخوف من اليوم التالي لسقوط الاسد،    هو السبب الاهم في تأجيل هذه الحرب،  فاميركا وحلفاؤها يخشون من حالة الفوضى  التي ستعم سوريا،  في حالة سقوط النظام،  والخوف من استيلاء التكفيريين على الحكم،  وخطورة ذلك على دول الحوار، وعلى المنطقة عموما،  بسبب موقع سوريا الجيواستراتيجي في المنطقة والعالم.
ومن هنا سارعت واشنطن بالتقاط المشروع الروسي بنزع الاسلحة الكيماوية السورية،  مشيرا إلى انها بالاصل فكرة اميركية،  ومن ثم التوجه الى جنيف،  كسبيسل وحيد لحل الازمة سياسيا،  بعد تعذر حلها عسكريا،  وخطورة شن حرب مدمرة قد تؤدي الى فوضى شاملة.

باختصار...  هيكل يشرح الأسباب الخفية وغير الخفية لالغاء الحرب الاميركية على سوريا،  وهي اسباب قابلة للنقاش،  ولم يكتف بذلك بل يرجح ان الرئيس السوري لن يترشح للانتخابات القادمة،  وهو ما يرجحه اخرون  ويعتبرونه  جزءا من الصفقة الروسية الاميركية،  وانتخاب رئيس قوي يحظى بوفاق وطني،  قادر على الحفاظ على سوريا وطنا قويا متحدا.. وجهات نظر تستحق النقاش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق