بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أغسطس 2013

زمن العودة -!صالح الغنام -

من بين آلاف المرات التي سمعت وقرأت فيها تصريحات لشيوخ ووزراء ونواب ومرشحين وقياديين وهم يمنون أنفسهم ويعدون المواطنين ويتعهدون لهم بـ "العودة إلى الوراء", وإعادة الكويت إلى سابق عهدها كـ "درة الخليج", و"جوهرة الخليج" و"عروس الخليج". فلا أظن بوجود مرحلة ذهبية لها من القابلية والمقومات ما يتيح تحقيق هذا الحلم التاريخي القديم كما في هذه المرحلة التي نعيشها الآن... بالطبع, نحن لسنا بصدد التهكم على عقليات المسؤولين وأحلامهم التي مبلغ همها جر الكويت إلى الوراء, ولا الاستهزاء بطموحاتهم التي أعظم شأنها منافسة "دول الخليج", في بناء أطول برج, وأعلى نافورة وأعرض شارع, وأحلى ناقة!
أبدا, ليس هذا قصدي, فأنا أتكلم بمنتهى الجدية, وأعني ما أقوله تماما, ولو أحسنت السلطة استغلال الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإقليمية الحالية, والتي تصب جميعها في مصلحتها, لتمكنت بسهولة من إعادة الكويت إلى الوراء, ولتسيدت الساحة الخليجية من جديد. فالفرصة سانحة والظروف مواتية, فمن الجانب الاقتصادي, البلاد تحتكم على فوائض مالية مهولة, وسعر برميل النفط في أعلى مستوياته. ومن الجانب السياسي, المتسيد للساحة هم التجار - أحباب السلطة وأصحابها - ما يعني أن الموضوع لا يحتاج سوى تحديد موعد يلتقي فيه الأقطاب من كلا الطرفين لاقتسام الكعكة واللي في أمه خير خل يتكلم  وأهم من هذا, اندحار المعارضة المتهورة التي كانت تدس أنفها في كل صغيرة وكبيرة, بحثا عن مكاسب تافهة. 
ومما يساعد على نهضة الكويت, - وهنا يتداخل الجانبان الاجتماعي والإقليمي - انكفاء المد الديني الذي كانت تتحجج به السلطة كبعبع يهددها ويحبط مخططاتها الانفتاحية. فـ"الإخوان" وبعد الضربة القاصمة التي تعرضوا لها في مصر, سيضطرون إلى التدثر بثياب التذلل والمسكنة - طبعا هذا في حال لم يتلقوا تعليمات "صهيو غربية" تأمرهم بالتحرك - أما "السلف", وهم الذين كان متوقعا لهم تسيد الساحة كبديل لـ "الإخوان", فقد استأنسهم التجار, وباتوا في حكم التابع, وأبلغ دليل, النتائج التي انتهت إليها انتخابات هيئة مكتب مجلس الأمة... الشاهد, ومن كل ما سبق, نؤكد أن جميع الظروف تصب في مصلحة السلطة, وهي لن تتكرر في أي عهد أو عصر أو مرحلة, لذلك, لا عذر لها إطلاقا إن هي تقاعست عن تحقيق حلم العودة إلى الوراء واستعادة لقب "درة الخليج"!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق