بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 24 أغسطس 2013

الحريق العربي - محمد عبد الجبار الشبوط - العراق


بلدان الربيع العربي تحترق بأيدي أبنائها وربما غيرهم بلا شفقة ورحمة. 
ينطبق هذا الكلام على العراق وسوريا ومصر وليبيا وتونس. والحبل على الجرار فليس هناك من يجرؤ على الفتوى بان هذا البلد العربي أو ذاك بمنأى عن النار. ولا تشتعل هذه النار بالنفط والبنزين رغم رخصهما انما تشتعل بالاحقاد والفتاوى والصراع الدموي على السلطة والجاه والمال والتدخلات الخارجية و التخلف الحضاري والتعطش الغريب بل الموروث للقتل وسفك الدماء بلا سبب.لم تفلح ثورات الربيع العربي في إقامة أنظمة حكم ديمقراطية مستقلة ونجح المتطرفون العرب في حرف المسار الديمقراطي أو إعاقته أو استغلال الثغرة التي فتحها الربيع العربي. واليوم تعاني أنظمة الربيع العربي من التخريب المقصود والمتعمد من الداخل والخارج للعملية السياسية الديمقراطية وكان هناك من يخطط لإبعاد الشعوب العربية عن الديمقراطية.
 انظروا الى ما يجري في العراق الان ؟أليست هي عملية مقصودة لإعاقة الديمقراطية بدعاوى طائفية؟ انظروا الى الحروب الأهلية التي اشعل فتيلها المتطرفون في بلدان الربيع العربي. ان العرب يقتل بعضهم بعضا اليوم لشتى الأسباب حتى أتفهها كما كانوا يفعلون في عصرهم الجاهلي وكما كانوا يفعلون في الأندلس بل كما كانوا على طول تاريخهم.
 انها الحرب الأهلية الممتدة في كل بلدان الربيع العربي. في العراق بين المتطرفين التكفيريين والعراقيين المدنيين وفي مصر بين الاسلاميين والعلمانيين وفي تونس بين أبناء البلد الواحد رغم وحدة الطائفة والدين والقومية وفي ليبيا كذلك.
اليوم يقتل العرب بعضهم بعضا في العراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا وليس ما يمنع من انتقال الاقتتال الأهلي العربي الى بلدان اخرى لطالما تغنت بوحدة لغتها العربية ووحدة انتمائها الديني الإسلامي. لم تعد أشكال الانتماء تنفع. لا الانتماء الوطني ينفع ولا المذهبي ولا القومي فضلا عن الديني. انه التطرف والتكفير والرغبة الشديدة بالقتل المخدوع بوعود دينية ما انزل بها الله من سلطان. لن ننتظر طويلا حتى تنتقل الحرائق الى بلدان عربية تعتقد انها بعيدة عن شرارة النار. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق