بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أغسطس 2013

فيديو كوني: ذبح وسلخ وقتل وتلذذ طائفي بسام البدارين



لا ينطوي التجول وسط أشرطة الفيديو الموزعة على نطاق كوني والمخصصة تحديدا للصراعات الدينية في العالم على أي متعة من اي لون أو وزن.
حصة المسلمين للأسف خصوصا هذه الأيام تحظى بالمرتبة الأولى وتتصدر قائمة أكثر اشرطة الفيديو الموزعة على شبكة الانترنت اثارة للفزع وانتاجا للبشاعة.
حصة العرب المسلمين هي الأكبر بدورها أما سورية والعراق فتحظى بنصيب الأسد من أشرطة القتل والدم والذبح والسلخ وتتبعها مصر ولبنان وقبلهما احتلت الجزائر الصدارة لكن دون أن تحظى بالتوثيقات عبر كاميرات تسجل أقسى لحظات الفزع البشرية وبصورة غير أخلاقية تذكرنا بالوحش الذي يستوطن فينا ويجلس بيننا. لا أعرف سببا يدفع انسانا أو فصيلا اومجموعة لتصوير لحظات ارتكاب جريمة وتوثيقها.
وأتحدث بطبيعة الحال عن سبب منطقي حيث لا شرف اطلاقا بأي عملية قتل غير شرعية بصرف النظر عن مكانها وزمانها ومرتكبها.
ولا شرف اطلاقا برفع منسوب الأنا المتضخمة عند القاتل أيا كان وهو يزهو بتصوير نفسه أثناء ممارسة عملية القتل.
المتطرفون بصرف النظرعن نواياهم وأيديولوجيتهم ودوافعهم ينتمون الى نفس العشيرة ويتربعون باسترخاء في نفس المجلس فهم دائما يتحدثون بإسم الله والسماء وهم دائما من أوكلت لهم مهام اصلاح واعمار الأرض عبر قتل أولادها.
لا قبيلة ولا عشيرة ولا دين للقاتل ومن يتلذذون بتصويرعمليات القتل يرتكبون أكبر المحرمات فلا توجد نصوص في كل الأديان تشجع او توافق على توثيق لحظات الألم والعذاب البشرية.
ولا توجد شرعية لأي عملية قتل في أي مكان عندما تستهدف الأبرياء خصوصا أولئك الذين لا يحملون السلاح في وجه قاتلهم أو المدنيين العزل الذين ولدوا بين مجتمعات مأزومة ومهزوزة وفي مساحات جغرافية مضطربة قسرا ودون إرادتهم.
قررت معاقبة نفسي عندما خصصت ساعة كاملة للتنقيب في أشرطة الفيديو المنتشرة في فضاء العالم وعلى شبكته العنكبوتية والتي تخص تحديدا دولنا العربية وحالتنا الراهنة التي تدعو للرثاء.
جافاني النوم بعد هذه الساعة المرهقة والمرعبة بعدما تجولت بين عنوان لشريط في الأنبار لأشخاص يقتلون ثلاثة سائقين على خط عمان بغداد لأنهم أخفقوا في الإجابة على السؤال التالي: ماعدد ركعات صلاة الفجر؟
المشرف على عملية القتل إعتبر الإخفاق في الإجابة على هذا السؤال دليلا على أن الضحايا الثلاث من الطائفة الاخرى.
لم يحصل تدقيق حقيقي في الهويات ولم تنظم محكمة ولم نشاهد حتى محكمة شرعية تدين الضحايا وتسمح بقتلهم.
افترض جدلا بأن الإجابة الدقيقة على نفس السؤال من قبل نفس السائقين لكن في مكان آخر وظرف مختلف ستؤدي ايضا الى مقتلهم.
رأيت أشرطة فيديو يندى لها الجبين .. مواطن عراقي سني يقتل بالكهرباء وبدون محاكمة أيضا وعلى الأرجح بدون ذنب وشخص مجهول في سورية يذبح كالنعاج وإمراة تطعن بشراسة وهي معلقة على عامود كهرباء بعدما إغتصبها الشبيحة وطفل رضيع في حلب يصرخ في أحضان والدته التي قتلها للتو قناص يستأجره نظام دمشق.
أفهم أن بعض هذه الأشرطة مفبركة لكنها أصحبت للأسف مدعاة للتفاخر.
القتل حتى وإن ارتكب باسم أهل السنة أو من أجلهم مرفوض بدون محاكمة وبدون عدالة وترتفع درجة رفضه عندما يتعلق بأبرياء تقتنصهم آلة الموت الطائفي بدون رحمة وبدون تحقيق. لكن أشرطة الفيديو التي أشرت لها تحفل بمواجع الدم والألم فالعنف في العراق بدأ يتخذ أشكاله الدموية بعد الصور المنحطة لما حصل في سجن ابو غريب.
ومن كتبت لهم النجاة من سجون الحكومة العراقية قدموا لنا شهادات مرعبة عن عمليات التعذيب الوحشية التي يتعرض لها معتقلون رفعوا السلاح باسم المقاومة قبل تحولهم بسبب العنف الرسمي والحكومي الى ماكينات للقتل على الأساس الطائفي.
ومن يهدد بقتل جماعي لاخوتنا في طائفة معينة في سورية يفعل ذلك بعدما شاهد بعينه براميل المتفجرات تلقى لا على التعيين على الشعب السوري لتحرق الأخضر واليابس وتطيل في دروبنا نحو المصالحة أو الغفران أو التسامح. وفي مصر انتهت عملية تضليل غير أخلاقية بسحق البشر في ميادين الإعتصام السلمي وبتفحم جثثهم وبخلط دمائهم بالتراب والإسفلت في مشهد يدعو العقل الجمعي المصري لتحفيز كل أدوات الصراع والتطرف والتشدد.
وبين نسور القتل وصقور التشدد الطائفي المجنون في سورية ولبنان والعراق وقبل ذلك في ليبيا تاهت الحقائق وابتلع الصراع الديني والطائفي المخجل كل تراثنا الإنساني الحضاري في لغة التعايش ولعبة احتمال الرأي الآخر والتركيز على الشراكة بدلا من الإقصاء والإستئصال. 
الصراع الديني والطائفي للأسف هو أبشع أنواع الصراع ويمكننا ببساطة أن نلاحظ بأن توثيق لحظات القتل عبر الكاميرات الصغيرة وأجهزة الخلوي يتزايد ويتضاعف عندما يتعلق الأمر برسالة ذات بعد ديني او طائفي.
ويمكننا ان نلاحظ ان الغرب الذي تجاوز بسنوات عقدة الصراع الديني والاثني تغذي بعض الجهات فيه كل عمليات التطرف والتشدد والقتل على الهوية في الوقت الذي رعت فيه بعض الانظمة العربية الفكر الاصولي المتشدد الذي يرفض الوصول الى منطقة وسطى فيها ولو بعض التوافقات. اسرائيل كانت ولا زالت بعد ممارساتها الشنيعة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني طوال ستة عقود المصنع الأول للارهاب والتطرف وكانت ولازالت الذريعة اليتيمة لعدم استقرار المنطقة وانقساماتها وانتاج الفتنة بين اولادها.
ممارسات الجيش الأمريكي غير الأخلاقية التي وثقتها مؤسسات القانون الامريكية في سنوات احتلال العراق ضربت مثلا يتبعه صغار الإجرام وعشاق الدم وأصدقاء القتل والتعذيب.
وقبل ذلك كان كل ما يحصل في سجون النظام الرسمي الحليف لأمريكا من ممارسات مساند رئيسي لانتاج كل وصفات التشدد والارهاب والتطرف واستسهال القتل والدم.
القتل على الهوية او بسبب الدين والطائفة مرفوض ومستنكر في كل مكان وزمان مهما حاول اصحابه اقناعنا بأنه يستجيب الى نداء السماء ويحقق العدالة …للتأكد إسألوا أوروبا وحاولوا الإتعاظ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق