بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 أغسطس 2013

فتش عن إسرائيل - أحمد عرابي بعاج - دمشق


التباطؤ الدولي في الحلّ السياسي وتأثير الدول الرئيسية المسؤولة عمّا يحدث في سورية يمكن فهمه إذا ما نظرنا إلى المشغل الأساسي والمتغيرات التي حدثت بعد الدخول السعودي وتوكيلها بقيادة التمويل والتسليح لها، وتراجع قطر حمد، وتركيا أردوغان خطوة إلى الوراء والقيام بأدوار أخرى تحددها الإدارة الأمريكية لهم.
وما يحدث الآن في مصر لا يمكن فصله عن المشهد في سورية، والفوضى التي تقودها واشنطن في الدول العربية الرئيسية مخطط لها منذ غزو العراق، وما يحدث في لبنان أيضاً هو جزء من هذا المشهد الذي تحاول واشنطن أن تحققه الآن في سورية على يد الوهابية السعودية التي ترعاها واشنطن وتمولها دول الخليج وتساندها لوجستياً تركيا والأردن بالقيام بأعمال إدخال السلاح والمسلحين وتدريب الإرهابيين واحتضانهم وتقديم الملاذ الآمن لهم.‏
هذا المشهد الفوضوي الذي تديره واشنطن لا يتلاقى مع سعي روسيا لإيجاد حلّ سياسي لما يحدث في سورية، حيث الولايات المتحدة ليست مستعجلة لأن مصالحها الرئيسية ومصالح إسرائيل ليست متضررة فلم العجلة.‏
ما كان يحاك لمصر منذ دخول الإخوان المسلمين على الخط السياسي ومحاولة أخونة مصر هو السيناريو الخطير الذي يتلاقى مع ما يخطط لسورية من مؤامرة، تقودها واشنطن لإخراج سورية من معادلة محور المقاومة، وتهيئة الأرضية الخصبة لإنهاء القضية الفلسطينية كما ترغب إسرائيل وواشنطن.‏
إلا أن الصمود السوري في وجه المؤامرة الدولية الكبرى واستمرار شريان الحياة فيها عبر استمرار الحكومة بتقديم أقصى إمكاناتها لدعم صمود المواطن السوري والالتفاف الوطني حول الجيش بات يقلق واشنطن وتل أبيب فاستعجلتا إجراء مفاوضات مع الفلسطينين خشية تغير المعادلات وتلاقي الجيشين السوري والمصري مرة أخرى بعد طرد الإخوان المسلمين من السلطة فيها وتحررها قريباً من القيود التي تكبلها بها واشنطن والسعودية.‏
وفي حقيقة الأمر أن أي صمود ذي معنى لأي دولة أو جيش يكون راسخاً إذا ما كان نابعاً من بيئة تحتضنه, وهي الحالة السورية الفريدة التي لا تعجب واشنطن بل وتخيف تل أبيب المستفيد الأكبر مما يحدث في الوطن العربي وفي سورية على وجه التحديد.‏

ويقر أعداؤنا قبل أصدقائنا أن الوضع الميداني الآن بات أفضل من ذي قبل والجيش العربي السوري يقوم بواجبه في ملاحقة فلول الإرهابيين، مهما كان حجم التمويل أو التسليح, فموازين القوى دائماً إلى مصلحة من يكون الشعب معه مهما تكالبت عليه قوى الشر, فالمستقبل للشعب الذي يحميه جيش آمن بأرضه ووطنه وذاد عن ترابه وعرضه وقدم الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن وبقاء رمزه عالياً خفاقاً فوق قمم الجبال.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق