بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

كيف سيكون المشهد اللبناني إذا حصلت الضربة الأميركية لسوريا؟ - غاصب المختار


تكاد الادارة الاميركية تُنهي تحضير مسرح الشرق الأوسط استعداداً لمسرحية توجيه ضربة عسكرية الى سوريا، بحجة استخدام النظام أسلحة كيميائية ضدالمعارضين المسلحين، الامر الذي من شأنه ان يزيد تعقيد الازمات في المنطقة، ومن ضمنها الازمات اللبنانية المتوالدة أمنياً وسياسياً، ما يجعل المسرح اللبناني مهيئاً ايضا ليشهد تأدية أدوار خطيرة، قد تقلب المشهد السياسي رأساً على عقب على كل المستويات في ظل الانقسام الحاصل، وخصوصاً في موضوع تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي اعتقاد المتابعين لسير ما يجري في المنطقة، فإن لبنان من اكثر الدول هشاشة في المنطقة ليتلقى تداعيات أي عدوان اميركي على سوريا، في ظل الصراعات الاقليمية التي تنعكس على الداخل اللبناني منذ سنوات، وقبل اندلاع الازمة السورية، ما يفرض على المسؤولين اللبنانيين مقاربات جديدة لكل المشكلات القائمة، تجعل الساحة اللبنانية محصّنة بالحد الادنى تجاه ما يمكن ان يرتد عليها من سوريا والجوار، بخاصة اذا صدقت التكهنات بوجود رهانات لدى بعض الاطراف الداخلية على عملية عسكرية أميركية في سوريا تخلط الأوراق فيها، بما يخدم تطلعات هذه الاطراف اللبنانية للتفرد بإدارة البلد بعيداً عن الشركاء الآخرين في الوطن.
وثمة من يخشى ايضاً من رهانات إضافية على ان الضربة الاميركية من أي نوع او حجم كانت، سوف لن تلاقي رداً روسياً او ايرانياً او حتى من «حزب الله»، لا سيما وان هناك من يعتقد ان أي ضربة للنظام السوري سترتد على «حزب الله» سلباً وتعيده الى «بيت الطاعة اللبناني» وفق شروط الاخرين. 
ويرى المتابعون لما يجري، انه في حال حصول الضربة العسكرية الاميركية، فإن لبنان قد يشهد مزيداً من الضغوط الامنية والسياسية على وضعه الداخلي.
لكن مصدراً نيابياً بارزاً في فريق «الثنائي الشيعي» يدعو الى التريث في تقدير الانعكاسات الفعلية على لبنان، وترقب حجم الضربة الاميركية ونتائجها المرتقبة على النظام وعلى سير الوضع الميداني على الارض، ويرى ان توجيه ضربة تكون بمثابة رسالة الى النظام السوري لعدم تجاوز الخطوط الحمر في معركته ضد المسلحين شيء، وتوجيه ضربة او ضربات بالغة القوة لتغيير الوضع الميداني لمصلحة المسلحين وبهدف اسقاط النظام شيء آخر، فلكل أمر حساباته ونتائجه، خاصة مع وجود السؤال المركزي لدى دول الغرب عن بديل النظام السوري في حال سقوطه، هل هي الفوضى والتقسيم في سوريا؟ ام محاولة ايجاد بديل بما يتسير من القوى المعارضة؟. إلاّ انه يؤكد ان أي ضربة ستزيد تعقيد الامور السياسية في لبنان وتعرقل محاولات الخروج من الازمة السياسية ــ الحكومية بوجود رهانات واستقواء بالخارج. 
ويقول المصدر إن الانفلات الامني الحاصل في لبنان هو نتيجة قرار اقليمي كبير، وهو سيبقى قائماً إذا جرى تنفيذ الضربة العسكرية.
اما «فريق 14 اذار» فيرى مصدر نيابي فيه ان توجيه الضربة العسكرية الى النظام السوري لا يخرج عن سياق العاصفة الاقليمية ــ الدولية التي تضرب في لبنان، لأن هدف الضربة سيكون إضعاف ايران في سوريا وبالتالي في لبنان، ما يدفع «حزب الله» الى الخروج من سوريا، وقد تؤدي الضربة العسكرية الى إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية مع تركيا او مع الاردن، بما يؤدي الى إضعاف النظام السوري قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» وهذا ما يفسر ربما البرودة الروسية في التعامل مع احتمالات الضربة.
الا ان المصدر يحذر ايضا من انه في كل الحالات ستؤدي الضربة الاميركية الى زيادة التوتر الامني والسياسي في لبنان، ويمنع، او يؤخر، مهمة الرئيس المكلف تمام سلام من تشكيل الحكومة، مع ان سلام كان يعمل على صيغة حكومية تحمل ضمانات لفريق «8 اذار» في وزارة الدفاع وتحمل ضمانات لفريق «14 اذار» في وزارة الداخلية، وسيبقى لبنان يتخبط في الحالة التي يعيشها فترة من الوقت، ما يدعو الى تكثيف حالات التلاقي التي اعقبت التفجيرات في الضاحية وطرابلس، وزيادة اجراءات الأمن الرسمي لضبط الامن قدر الامكان. 
ويبقى ان يحسب المراهنون حساب احتمال حصول رد ما من طرف ما وفي مكان ما على الضربة الاميركية لسوريا، إذ ان خلط الاوراق في المنطقة وصل الى درجة من الغموض بحيث قد لا يتمكن أي طرف من التكهن بما قد يحصل عملياً، وكل هذا تحت عبارة «إذا حصلت الضربة وكيف ستكون»؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق