بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أغسطس 2013

أسد "تويتر" نعامة - .خالد عايد الجنفاوي






أعتقد أن من يستعمل "تويتر" لإرهاب الآخرين, إما بتشويه سمعتهم الشخصية أو حتى تهديد حياتهم, يمارس بطولة مزيفة. فجزء كبير مما يحدث في العالم الالكتروني الفوضوي في شبكات التواصل الاجتماعي يغلفه كثير من الشخصانية وضيق الأفق والنرجسية والتصرفات الطفولية, وكثير من المبالغات والهياط الالكتروني فثمة أفراد يستخدمون "تويتر" كعالم افتراضي تتوافر فيه مقومات البطولة المزيفة حيث يمكنهم ذلك الموقع من تقمص شخصية البطل الكرتوني المغوار, وهم في حقيقة الأمر عكس ذلك! فإمكانية تزييف هوية "تويتر" على سبيل المثال تجعل من السهل على أحدهم أن يتقمص دور شخصية كرتونية إلكترونية مزيفة, يرعد وينتفض غضباً خلف شاشة الكمبيوتر والهاتف الذكي! "بلطجة تويتر" وبخاصة التي تأتي عبر الاشتراك في حملات منظمة لتشويه سمعة الآخرين هي بطولات مزيفة تنم عن ضعف الشخصية. فالإنسان الشجاع لا يرتدي الأقنعة الالكترونية ويتخفى وراء شاشات عالمه الافتراضي المفبرك, بل يواجه الناس كفرد وبهويته الشخصية الحقيقية, أي عليه تحمل تبعات تغريداته قولاً وفعلاً.
وبالطبع, ما يحدث أحياناً من "بلطجة تويترية" يتناقض مع الأهداف الأساسية لهذه الشبكة الالكترونية. فمن المفترض أن يتم استعمال "تويتر" لتكوين الصداقات والتعرف على مزايا الثقافات الانسانية الأخرى. ولكن يصر بعض السفهاء على استغلال "تويتر" للانغماس في نرجسيتهم الأنانية, يطرحون عقدهم النفسية وتناقض شخصياتهم الضعيفة والمترددة عبر الأثير الالكتروني. فمن يمارس البلطجة الالكترونية لا يملك غير هذه الوسيلة الافتراضية للتنفيس عن تناقضه النفسي وكرهه للآخر المختلف. فبدلاً من استعمال "تويتر" لإكتساب مزيد من المعرفة النافعة, أو لزيادة الوعي حول أي من القضايا الإنسانية المهمة, ترى "بطلجية تويتر" المزيفيون يعيشون سيناريوهات بطولات مزيفة من صنع أيديهم, بل أعتقد أن "بلطجة تويتر" شبيهة إلى حد كبير بالبطولة الكرتونية (الرسوم المتحركة), حيث يتمكن أحدهم من فبركة سيناريوهات مبالغ فيها بهدف تحقيق الإثارة التي تصاحب مسلسلات الكرتون الطفولية. في مسلسلات الكرتون فقط يتمكن أحدهم من خلق عوالم خيالية يتحقق فيها ما لا يمكن أن يتحقق في العالم الحقيقي! في "بلطجة تويتر" وبطولاتها الالكترونية يتمكن الأرنب من التهام الأسد, ويتمكن الفرد الواحد, من هزيمة جيوش من الوحوش الالكترونية., بل في "تويتر" فقط يتمكن أحدهم من منح نفسه هالة من البطولات الزائفة, من دون حاجته لطرح قطرة عرق واحدة. أسد "تويتر" نعامة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق