بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أغسطس 2013

اوباما والاسد عدوان ذوا مصلحة مشتركة البروفيسور إيال زيسر

إن زيادة الثقة بالنفس والغرور، وقد يكون ذلك ايضا خطأ عملياتيا، أفضت في الاسبوع الماضي بالجيش السوري الى قتل أكثر من ألف مواطن، منهم اطفال كثيرون بهجوم قاتل بالغاز بالقرب من دمشق.
إن الجيش السوري يستعمل الغاز منذ سنة في صراعه مع المتمردين في الدولة. وكان استعمال الغاز الى الاسبوع الماضي بعيدا عن نظر العالم، ومحصورا في أهداف محددة وبمقدار ضئيل، بحيث يكفي لقتل بضع عشرات من المتمردين، ومنح الجيش السوري تفوقا تكتيكيا ونقاط استحقاق في صراعه الطويل لمعارضيه، لكنه لا يوجب على اوباما أن ينفذ تهديداته ويضرب سورية.
لكن تم في الاسبوع الماضي تجاوز الخط الاحمر، وهو واحد من خطوط كثيرة تجاوزها بشار الاسد، خلال نحو من ثلاثين شهر قتال، كانت قواته تعمل فيها للقضاء المادي على معارضيه. لكن تجاوز بشار للخطوط الحمراء لن يفضي بالضرورة الى نهايته. فالولايات المتحدة غير متحمسة للتدخل العسكري في سورية، وحتى لو اضطر اوباما الى العمل فانه سيكتفي كما يُقدر الخبراء بضربات صاروخية محددة موجهة على أهداف عسكرية سورية. وهي أهداف تشبه تلك التي هاجمتها اسرائيل بحسب نشرات اجنبية في الشهور الاخيرة.
إتهم بشار اسرائيل بالمسؤولية عن الهجمات في سورية، لكنه امتنع عن الرد عليها. ومن الممكن جدا أن يسلك السلوك نفسه مع الامريكيين ايضا. فمعركته الحقيقية هي مع المتمردين عليه، ولهذا يمكن أن نفرض أن يبذل أقصى ما يستطيع كي لا يُجر الى حرب شاملة مع الامريكيين.
ومن هنا فان لاوباما وبشار مصلحة مشتركة. فكلاهما لا يريد حربا مباشرة وشاملة بين سورية والولايات المتحدة تنتهي الى اسقاط النظام السوري، لكنها قد تفضي ايضا الى غرق الولايات المتحدة في وحل كوحل العراق وافغانستان. واذا صدق الخبراء فان اوباما سيضرب بشار، وبذلك يرضى الرأي العام في العالم لكن الضربة ستُبقي بشار واقفا على قدميه ولا توجب عليه الرد، وستُمكّنه من الاستمرار في حربه على المتمردين. وكل ذلك حتى المرة التالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق