بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 أغسطس 2013

ما يدفع أمريكا للعدوان وما يمكن أن يمنعها -محي الدين المحمد - دمشق


بدأت الفضائيات المرتبطة بالمشروع الأمريكي ـ الإسرائيلي الحديث عن الضربة السورية حتى قبل أن تتخذ الإدارة الأمريكية قرارها بمثل هذه المعركة، هذه الفضائيات التي تستضيف الخبراء وتحدد الأهداف وتلقي الضوء على القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية التي تشارك بالضربة المحتملة، 
وكأن الحرب قائمة لا محالة، مع أن العقلاء حول العالم يتوقعون إنجراف أمريكا وراء التحريض الأعلامي والسير وفق الرياح التي تحاول أثارتها بعض القوى الأقليمية التي تأكدت هزيمتها على الأرض السورية رغم كل ما زجوا به من إرهابيين وتكفيرين وأسلحة وأموال... ويبقى السؤال قائماً هل ستقوم الأدارة الأمريكية بالعدوان المباشر على سورية..؟ أم إن ذلك مجرد أمنيات لمعسكر التآمر يصعب تحقيقه؟ وللإجابة على هذا التساؤل نقول:
إن الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود المؤامرة على سورية يمكن أن تصعد دورها بالعدوان المباشر، وذلك لأن تاريخها العدواني وقيادتها لمعظم الحروب التي استهدفت العديد من دول العالم بذرائع أو من دون ذرائع تجعل الكثيرين يرجحون أن تتورط هذه الإدارة مجدداً في سورية.. خاصة أن أمريكا ودول الاستعمار القديم تمتلك ما يلزم من أسلحة ووسائل وأدوات لشن أي عدوان على سورية أو على غيرها من دول العالم..
ومما يشجعها على إمكانية ارتكاب حماقة العدوان ضمان تمويل تكاليفه المادية من الدول النفطية وخاصة قطر والسعودية... وقد يكون السبب الأهم للانجراف في العدوان فشل المجموعات المسلحة والقوى الإقليمية في إسقاط الدولة كما كان مخططاً بعد مضي حوالي ثلاثين شهراً على هذا العدوان الدولي على سورية...
لكن بالمقابل هنالك العديد من العوامل تجعل إدارة الأمريكية تعد للألف قبل الانخراط في العدوان أو العدول عن ذلك ومنها:
1ـ عدم وجود قرار دولي من مجلس الأمن حتى وإن كان ضبابياً يقدم لها التغطية القانونية لعمل غير قانوني، وهذا ما يجعل الرأي العام الأمريكي الرافض للتدخل ضاغطاً لعدم اتخاذ القرار إذ أكدت استطلاعات الرأي أن 7% من الأمريكيين، وحتى الأوروبيين فقط يوافقون على القيام بالضربة العسكرية لسورية.
2ـ عدم التأكد من جدوى التدخل العسكري سياسياً بإسقاط الدولة وعدم التأكد أيضاً من إمكانية نجاح العدوان نتيجة لامتلاك سورية وسائل دفاعية وقدرات عسكرية يمكن أن تفشل العدوان.
3ـ وجود منظومة إقليمية تقف مع سورية «إيران ـ لبنان ـ فلسطين» مع وجود «روسيا ـ الصين» كداعمين لسورية ورافضين لتنفيذ أي عدوان عليها خارج تفويض أممي.
4ـ الخشية من انفجار الوضع في المنطقة التي باتت أشبه ببرميل بارود مع إمكانية توسع ساحة الصراع لتهدد الأمن والسلم الدوليين وعدم القدرة على إيقاف الحرب بعد إشعالها، مع تعرض «إسرائيل» الذي ينفذ الغرب جميع سياساتها إلى خطر وجودي حقيقي...
بعد كل ذلك هل يعود الأمريكيون إلى لغة العقل قبل التورط بالعدوان، أم سيتم دفعهم إلى عدوان تجري الرّياح فيه عكس ما تشتهيه سفنهم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق