بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 أغسطس 2013

ماذا على أمريكا أن تفعل؟ -د.رغداء مارديني - دمشق


إن التلاعب بالقانون الدولي، وأيّ مشاركة في الدعم الإعلامي والسياسي وحتى العسكري في هذا المجال، هو موقف مجرم للدول التي لا تحترم القانون. 
هذه كلمات ديبلوماسي روسي سابق تعليقاً على مهزلة «الكيميائي» واتهاماتها لسورية.. والتعليق الأهمّ: إن العالم العربي في خطر في ظلّ الدول التي لا تحترم القانون الدولي، وتسعى إلى ليّ عنقه باتجاه تحقيق مصالحها، وأهدافها، وغاياتها في المنطقة.
خرائط طريق، حضّرت لها أمريكا، و«إسرائيل»، أحلام تغيير حدود، دمار يطول البنى التحتية، وطمس للتراث والهوية الثقافية للمنطقة بأكملها، بأيدي مرتزقة باعوا أنفسهم للشيطان، وداعمين لا يعرفون للحضارة معنى، ولا لحقوق الإنسان وحياة الإنسان ذاته مبنى، في الوقت الذي يتباكون عليها من جهة، يرسلون للمرتزقة سواطير الموت الديمقراطي من جهة أخرى!!
خرائط طريق خطرة، تلك التي يبني عليها الغرب استراتيجيته في إعادة رسم حدود المنطقة.. والحديث في ذلك يدور حول رهان غربي حسب الكاتب الإسباني غابرييل مارتين، الذي كشف في دراسته المنشورة في صحيفة «ال موندو» الإسبانية، عن أن ثمة نسخة مفترضة جديدة للمنطقة الأغنى بالموارد يراد تنفيذها، وتكتيك السيطرة في ذلك سيكون في رأيه بالتقسيم!
أما سؤاله الكبير فكان: هل «ثورات» العالم العربي عفويةٌ؟
وأجاب نفسه: إنها ليست كذلك.. طبعاً، مستنداً في تحليله إلى وثائق، وأرقام، تبين دور أمريكا التي كانت تقدم المساعدات للإرهابيين، في الوقت الذي كانت تعمل فيه مطابخها السرية على رسم خرائط جديدة للمنطقة، بما يجعل أمن «اسرائيل» ومصالحها، فوق جثث البشر، بمباركة من اللوبي الصهيوني في العالم أجمع.. ومن هنا، كان قول أوباما في خطابه عن التغييرات في المنطقة: «إنه ليس من قبيل المصادفة أن واحداً من قادة ميدان التحرير كان مسؤولاً تنفيذياً لغوغل».
فإلى أين يا تُرى ستذهب هذه الدول الاستعمارية التي أراقت ماء وجهها على مذبح دم الشعوب، وبخاصة الشعب السوري، بممارسة «لعبة الكيميائي» في أجنداتها، وبخاصة بعد أن ثبت وبالدليل القطعي وبوثائق الدولة السورية، أن عصابات الإجرام التكفيري وراء المجازر الدموية التي أزهقت، وما زالت تزهق أرواح أبناء وطن المقاومة سورية؟
وما موقف المجتمع الدولي، بعد أن شاهد بأمّ العين، مَن الحليف الصديق، ومَنْ يحصد أرواح الناس بسمّ الكيميائي؟
وما موقف أمريكا داعمة «الديمقراطية المزيفة» والإرهاب العالمي وهي تقع في أتون النيران التي أشعلتها، واستراتيجية التقسيم الدموي التي رسمتها..؟
وأمام تهاوي وسقوط مرتزقة صنعتهم المطابخ الأمريكية، وجرى تمويلهم من فئران أنابيب النفط... وأمام صمود الدولة السورية التي أفشلت، وما زالت تفشل مخططات المشروع التقسيمي، بمقاطعه المتعددة مقطعاً تلو الآخر، وأمام انكشاف الحقائق ووضوحها في لعبة «حصّاد الأرواح» الكيميائية، ماذا على أمريكا التي لعبتها أن تفعل.. وماذا على المراهنين في الغرب الذين يلبسون لبوسها أن يفعلوا؟
بالتأكيد، إن صلابة المقاومة، أكدت لهم أن استراتيجية الخريطة المفترضة رُسمت على رمال صحراء السعودية فقط!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق