بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 أغسطس 2013

المدارس الخاصة وعقود الإذعان وارتفاع الأسعار -د. مهند مبيضين -الاردن


هذه الأيام هي الأكثر تعاسة عند الأردنيين الذي سلموا رقابهم للتعليم الخاص، وهي تبعية لا مفر منها في ظل تراجع التعليم العام للأسف، والذي يظل برغم متاعبه ومصاعبه تعليما يقدم أكثر مما يأخذ من الناس على عكس التعليم الخاص، الذي يظل في بعض صورة أشبه بقطعة اثاث لا بدّ من شرائها لاكتمال المباهاة بين الخلق في أي المدارس الخاصة يدرس أولادهم.

للأسف أصبح الناس يربطون وجود ابنائهم في المدارس الخاصة بالمنزلة الاجتماعية والطبقة التي تنتمي إليها العائلة، وبعض الأسر تستدين من اجل ان تباهي بعضها البعض، وتصبح المسألة أشبه بالسوق الذي لابدّ وأن يرتاده المشتري، ويكون الشراء هنا أشبه بالعادة وليس لتحقيق إضافة نوعية.
مع هذا، ليست كل المدارس الخاصة بمنزلة واحدة، فبعضها ملتزم ويقدم المنح للطلبة المتفوقين وينهض بالمجتمع، ويدفع رواتب ممتازة لمعلميه، لكن كثيرا من المدارس وبخاصة في بعض مناطق عمان والمحافظات للأسف هيمن النوع الذي يمارس التجارة وحسب.
وقطاع المدارس أصبح مثل بعض الجامعات الخاصة، تجارة تروج وتدر ربحا وفيرا،وعليه إقبال غير منقطع، وصار حتى وزارء التربية والتعليبم العالي المتقاعدون يشاركون ويستثمرون به، وكم رأينا من وزير فتح مدرسة أو جامعة خاصة أو ارتاد القطاع بحجة اكساب خبرته وبناء صرح علمي جديد يضاف لصروح سابقة.
اليوم تتجدد معاناة الناس مع المدارس الخاصة على أبواب العام الدراسي الجديد، ونجد أن الأسعار اختلفت عن العام السابق، وان هناك كلفا تم إضافتها وأن بعض الكتب التي تباع بأسعار جنونية قد يكون سعرها أضعاف ماهي عليه  عند شرائها من الناشر، ولا تقف شهوة الربح عند التجارة في الكتب، بل تصل للملابس ورسوم النشاطات، هذا عدا عن المبالغ التي يطلبها الأطفال اثناء الفصل الدراسي لنشاطات متكررة يكون الغرض منها احيانا زيادة الاقبال على مقصف المدرسة الذي هو أيضا تجارة مركبة على تجارة التعليم في المدارس الخاصة.
وحين يقول أحد طلبة المدارس الخاصة أنه لم يدخل حصة مختبر واحدة طيلة ثماني سنوات، وأنه لم تجر أمامه أي تجربة علمية أو يزور مكتبة المدرسة او يقوم بعمل تطوعي للمجتمع، فهذا ادعى إلى أن نسأل وزارة التربية عن معايّير منح الرخص والتصاميم لمباني المدارس، ونتمنى لو تطبق معايير اعتماد الجامعات الخاصة التي تتبنى مراقبتها هيئة الاعتماد في التعليم العالي على المدارس الخاصة.
اخيرا، هناك تجارة لا حدود لها في التعليم الخاص، وهناك ربح وفير، وثمة مدارس تدرس خارج السرب، وفي صورة مشرقة نجد مدارس ملتزمة برعاية الابداع وتقدم كافة وسائل التعليم العصري،  واسهمت في تقدم المجتمع.
لكن هناك مدارس تقدم الصورة غير الناصعة، توقع موظفيها على عقود عمل إذعان برواتب غير حقيقية، لتلافي المحاسبة، فلا بدّ من النظر بعدالة لتحقيق مطالب العاملين بالمدارس الخاصة ممن يتركون في فصل الصيف بلا رواتب ومن يبقون تحت رحمه المقاول أو صاحب المدرسة لكي يقرر صرف الراتب بعد العطلة الصيفية، لأنه يتعامل مع المدرس بعقلية الناطور.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق