بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 30 أغسطس 2013

سورية غير متفاجئة - عز الدين الدرويش

يكثر الحديث عن عدوان أمريكي مبيّت على سورية وينقسم المتحدثون بين مؤكد لهذا العدوان وبين نافٍ له، وعلى الهوامش تتوزع الاحتمالات والاستهدافات والنتائج وما إلى ذلك. 
أما سورية فتعد منذ زمن طويل لكل احتمالات العدوان عليها ولا يمكن القول إنها متفاجئة أو يمكن أن تتفاجأ بما يُعدّ لها أمريكياً وإسرائيلياً وخليجياً، وهي في الواقع تحارب كل هؤلاء على أراضيها منذ سنتين ونصف السنة عبر محاربتها المجموعات الإرهابية التكفيرية الوهابية التي أرسلوها إلى سورية بقصد تدميرها وإعادتها إلى «العصر الحجري» كما سبق أن تفوه بندر بن سلطان آل سعود.
والكل يعرف في سورية وخارجها أن الإرهابيين الموجودين على الأراضي السورية يحاربون بالوكالة عن أمريكا و«إسرائيل» وآل سعود وهم يحملون الأسلحة والسواطير ويقطّعون أجساد الأموات والأحياء باسم هؤلاء، وأخيراً استخدموا السلاح الكيميائي في غوطة دمشق وريف حلب باسمهم أيضاً، ومستعدون لأن يفعلوا أي شيء ما داموا يقبضون ثمن أعمالهم أموالاً خليجية طائلة.
وللتدليل على خسة هؤلاء الإرهابيين وعدم انتمائهم لأرض أو وطن أو دين فقد زودت مجموعات منهم بأجهزة تجسس إسرائيلية عالية التقنية ووزعت هذه المجموعات حسب الترتيب الإسرائيلي على مناطق سورية محددة لجمع المعلومات وإرسالها مباشرة إلى جهاز «الموساد» الإسرائيلي الذي يقوم بدوره بتوزيع بعض هذه المعلومات وليس كلها على أجهزة الاستخبارات الأمريكية والتركية.
ولمن يقول هنا ما دور جهاز مخابرات بندر بن سلطان؟، فالجواب: ما لدى آل سعود مما يسمى جهاز مخابرات هو عبارة عن مجموعات من العسس الذين أكل عليهم الزمان وشرب، وأن سيئ الذكر بندر يعتمد كلياً على أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإنكليزية، ويسمي نفسه رئيس الاستخبارات السعودية.
إذاً سورية تحارب منذ البداية الأمريكيين والإسرائيليين والسعوديين، وهي مستعدة الآن لمحاربتهم ولصّد عدوانهم المباشر عليها، إذا ما وقع ولإيلامهم إذا ما تألمت، والمفاجآت بانتظارهم وهي كثيرة.
أما الحرب السورية على المجموعات الإرهابية فستستمر وبوتائر أعلى، ولن تتوقف حتى يتم تطهير الأراضي السورية من كل هذه المجموعات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق