بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 أغسطس 2013

حلول واقعية وأصيلة -محسن الزغلامي - تونس



بالتأكيد سوف تكون هناك نتائج ايجابية في نهاية المطاف وسوف تفضي هذه المشاورات الشاقة والدقيقة التي تجريها المنظمة النقابية مع مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية إلى حلول واقعية للأزمة.. 
حلول لا علاقة لها ـ لا من قريب ولا من بعيد ـ مع "أحلام اليقظة" التي لا تزال تراود ـ على ما يبدو ـ بعض "الثورجيين" بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم من أولئك الذين اختلطت عليهم ـ اليوم ـ جغرافية الوطن الرحبة التي يجب أن تتسع للجميع مع ساحات الكليات والمعاهد العليا التي لم يكونوا يرونها ـ وهم طلاب جامعيون ـ إلا واقعة وبالضرورة تحت هيمنة فصيل طلابي واحد وعلى "ملكه" !!!
الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل السيد حسين العباسي الذي ـ والحق يقال ـ لا يزال يكابد بروح وطنية عالية من أجل الوصول إلى توافقات تساعد على الخروج بتونس الثورة من عنق الأزمة السياسية الخانقة كأننا به يشير إلى هذا المعنى تحديدا ـ وهو يقول بالحرف الواحد عقب لقائه ـ صباح أمس ـ برئيس الجمهورية  أن هناك بوادر للوصول إلى حلول "ترضي الوطن.. وليس بالضرورة ترضي جميع الأطراف"..
أجل،،، هذا هو المطلوب الخروج بحلول وتوافقات وطنية وواقعية تكون أساسا في صالح الوطن وفي صالح عملية الانتقال الديمقراطي.. حلول لا علاقة لها بالحسابات الحزبية الضيقة ولا تنبعث منها "رائحة" الاقصاء العفنة والكريهة.. حلول أصيلة تفرضها مصلحة الوطن العليا ولا تقفز ـ بالمقابل ـ على حقائق الواقع الوطني الجديد الذي جاءت به ثورة 17 ديسمبر ـ 14 جانفي العظيمة وما تلاها من محطات سياسية تاريخية وعلى رأسها انتخابات 23 أكتوبر 2011 التاريخية
لا يذهبن في ظن أحد أننا ندافع عن حكومة "الترويكا" أو أننا نعارض ذهابها مثلا ـ ولا نقول سقوطها ـ فالحكومات ـ مهما كان "لونها" ـ في المجتمعات ذات الأنظمة الديمقراطية ـ العريقة منها أو الناشئة ـ لا "تولد" إلا من أجل أن "ترحل" في يوم ما لأن ذلك هو معنى التداول على الحكم... فقط نحن نحذر من نزعات التلبيس السياسي والإعلامي على الرأي العام الوطني التي تعتمدها بعض الأطراف والجهات تحت غطاء الدعوة إلى "إسقاط حكومة علي لعريض الفاشلة" في حين أن المقصود ـ على الأرجح ـ هو إسقاط ونسف المسار الديمقراطي برمته !!! أجل،،، والا ماذا تعني الدعوة إلى "حل المجلس الوطني التأسيسي وتفكيك منظومة انتخابات 23 أكتوبر 2011 وما انبثق عنها" ـ كما جاء حرفيا في نص بيان رسمي صادر عن أحد الأحزاب؟ !
هناك ـ اليوم ـ أزمة سياسية  قائمة ووضع اقتصادي وأمني متدهور ـ ما في ذلك شك ـ وتحديات خطيرة مختلفة باتت تهدد أمننا القومي برمته وليس فقط أمننا الاجتماعي... هذه التحديات هي التي تفرض ـ وبإلحاح ـ أن نجتمع كتونسيين على صعيد واحد على رفعها وأن نحول دون أي محاولة مسّ عابثة ولا مسؤولة بمكتسبات دولة الثورة ومؤسساتها وعلى رأسها الخيار الديمقراطي ذاته ومؤسسة المجلس الوطني التأسيسي..
نفعل ذلك من خلال تبني الحلول التوافقية التي هي في صالح الوطن والأجيال وفي صالح المسار الديمقراطي.. حلول لا نشك لحظة في أن تتبناها وتأخذ بها ـ في النهاية ـ كل الأطراف الوطنية العاقلة والمسؤولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق