بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 أغسطس 2013

نبحث عمن يركب أعناقنا -طارق مصاروة

يجد الرئيس الاميركي الحالة السورية واستعمال الغاز السام حالة مريعة، لكنها تدفع الولايات المتحدة الى التدخل العسكري!!هذا الكلام يثير غضب العرب الذين ينتظرون الحل على يدي التدخل العسكري الاجنبي، وهم الغاضبون من التدخل الاجنبي في بلادهم!!.
والمعادلة مثيرة، مثلها مثل كل معادلات العجز العربي ازاء الكوارث العربية:
- فنحن نضع كل اللوم على الاستعمار والامبريالية في ضياع فلسطين وتجزئة الوطن، 
- ولكننا في الوقت ذاته، نطالب الاستعمار والامبريالية وقف مذابح سوريا ووقف الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين واغلاق مسلخ العراق الذي حلّ محل وطن الخير والسواد والتّمّن، والتدخل لوف مذابح الليبيين، والاهتمام بما يجري في مصر وتونس.. والمعادلة العجيبة المتناقضة لها سبب واحد هو: العجز العربي، والخوف من مواجهة واقعنا والشجاعة في قبول الاعتراف بالخطأ واستغفار الناس عن الجرائم التي انزلها النظام بهم.
ادهش ما سمعت من اذاعة لندن ليل الجمعة – السبت، ما يسمى بالحوار المفتوح.. وهو استهلالك للوقت بلا معنى، والحوار حول الغاز السام والغوطة في دمشق..
- فهناك من يشكك في وجود الغاز.. ويصر على انها لعبة فضائيات..
- وهناك من يضع «الحق» على العالم الذي يتفرج على المذبحة.
- وهناك ضاجات النظام من الكتاب المحللين، الذين يصرون على ان المشكل هي مشكل سوري يحله السوريون وعلى المتطرفين الارهابيين ان يخرجوا من سوريا. فاذا قيل للضّاجة المحترف ان هناك ايضاً ايرانيون، وفيلق العباس، وحزب الدعوة العراقي وحزب الله اللبناني، فان الضاجات هؤلاء يخرجون الكلام من تحت ابطهم ويجدون المعاذير، فالمهم ان سوريا الاسد يجب ان تبقى كاملة غير منقوصة، يرث فيها بشار ابيه، ويرث بشار ابنه.. ويبقى محترفو القتل والخطف وزارعو المتفجرات كما هم!!.
- لماذا يهتم اوباما بسوريا، او بالعراق بعد ان اخلاها، او بليبيا بعد ان دمر جيشها، اذا كان العرب وجيران العرب ومحبو العرب هم الذين يخربوا بيوتهم بأنفسهم؟!
- لماذا يجب ان تحافظ اوروبا على لبنان اذا كانت متفجرات الضاحية الجنوبية متفجرات سنية ومتفجرات طرابلس شيعية؟!
نكتب، ونكتب، ونكتب.. ونبدأ من حيث انتهينا، وننتهي من حيث نبدأ، ويبقى عرب التخلف على ما هم عليه!!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق