بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

لا لتكرار سيناريو العراق.. - محمد الطوير



مع بعض الفوارق الطفيفة، يبدو أن نفس السيناريو الذي تم اعتماده من قبل الدول الغربية التي شاركت في غزو العراق بصدد التكرار الآن في سوريا، على خلفية اتهامات للنظام السوري باستخدام سلاح كيمياوي ضد مواطنيه في الغوطة الشرقية بأطراف دمشق قبل حتى إثبات صحتها بالقرائن والبراهين المادية التي لا تقبل الدحض..
فذات الحملة وذات الأسلوب والمنطق نراها اليوم تعاود الظهور من خلال نفس اللاعبين الذين تسببوا في المأساة التي عرفها وما زال يعاني من ذيولها وتبعاتها الشعب العراقي، والتي كان من نتائجها المباشرة إدخال كامل منطقة الخليج والشرق الأوسط في مرحلة من اللاإستقرار والاضطرابات وانتشار التطرف والارهاب...
بريطانيا تقود جوقة التجييش لعمل عسكري تبدو الولايات المتحدة الآن أكثر استعدادا لإعطاء الضوء الأخضر له حالما تتلقى المساندة الدولية اللازمة وهو ذات الدور الذي سبق أن لعبه رئيس الوزراء السابق طوني بلير والذي لا شك أن جميعنا يتذكر كيف أنه لم يتردد في اللجوء إلى تزوير وتزييف الأدلة التي تم اعتمادها لتبرير غزو العراق ظلما وعدوانا
نحن مقتنعون تماما بأن ما حصل في منطقة الغوطة الشرقية السورية من استخدام للأسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا هو مجزرة فظيعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى راح ضحيتها المئات من المدنيين العزل الذين عاجلهم الموت وهم نيام، لا لذنب ارتكبوه سوى كونهم تواجدوا في مكان محل صراع بين نظام متمسك بالسلطة بأي ثمن، ومعارضة مسلحة مصرة على الإطاحة به بكل السبل، وبأنه من صميم واجب المجموعة الدولية ملاحقة منفذها -أو منفذيها- ومحاسبته الحساب العسير اللازم جزاء استهانته واستهتاره بالأرواح البشرية، لكننا نرفض أي تدخل عسكري خارجي في أية دولة عربية مهما كان اختلافنا مع نظام حكمها بناء على مجرد استنتاجات وتخمينات قد تكون صحيحة، لكن قد يتبين أيضا لاحقا أنها جانبت الصواب تماما
وفي قضية الحال، لا بد من القول أن هناك نقاط غموض كبيرة ما زالت تحول دون تحديد هوية المتورط الحقيقي بالدقة المطلوبة كما ما زالت أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات شافية لا لبس فيها، وهو ما ينبغي أن يتوجه له -في اعتقادنا- تركيز المجموعة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، المدعوة إلى عدم التسرع في اتخاذ خطوة عسكرية نعتقد جازميــن أنها ستكـــون نتائجـهــــا وانعكاساتها كارثية على منطقة تعاني أصلا من انعـــدام الاستقرار فيما تأكـــــد أنها استهدفت الجهة الخطأ أو أنها لم تكن مبررة على الإطلاق
... فكفى خطأ اجتياح العراق وما ترتب عليه من ثمن فادح تستمر المنطقة والعالم في دفعه حتى الآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق